شابٌّ من غزّة ينتظر تحقيق دعوته... وإيمانه يُزهر وسط الحرب

سهيل شادي أبو داود مع الأب جبرائيل رومانيلّي، كاهن رعيّة العائلة المقدّسة للاتين في غزة سهيل شادي أبو داود مع الأب جبرائيل رومانيلّي، كاهن رعيّة العائلة المقدّسة للاتين في غزة | مصدر الصورة: الأب جبرائيل رومانيلّي

قبل خمسة أشهر في مدينة غزة، كان سهيل شادي أبو داود (18 عامًا) ينتظر تأشيرة دخول إلى إيطاليا ليباشر مرحلة الابتداء في رهبانية الكلمة المتجسّد. ولكنّ حرب إسرائيل و«حماس» اندلعت.

يقول أبو داود، إلى وكالة الأنباء الكاثوليكية، شريك إخباري لـ«آسي مينا» باللغة الإنجليزية، عن طريق كاهن رعيّته (العائلة المقدّسة للاتين-غزة) الأب جبرائيل رومانيلّي: «في سنّ الـ15، بدأتُ أفكّر بالانضمام إلى جماعة الكلمة المتجسّد عام 2021. وأتمنّى الانضمام إليها لأنّها جماعة بسيطة ومتواضعة تنشر رسالة الحبّ وصلاة الوردية والإيمان في جميع أنحاء العالم».

وأضاف: «خاب أملي عندما بدأت الحرب وأوقفت رحلتي. ومع ذلك، أدركتُ أنّ الله يُعِدّ لي هديةً مهمةً لأُعمِّق دعوتي. هذا جزءٌ من خطة الله. أثق بقيادته وأؤمن يقينًا بنعمته لي». على غرار مئات المسيحيين الآخرين في غزة، غادر أبو داود وعائلته منزلهم. فمنذ خمسة أشهر، هم يقيمون في رعية العائلة المقدسة للاتين في غزة.

واستطرد: «شعرتُ بالبركة حقًّا. إذ رأيتُ أنّ كلّ الناس يشاركون في القداس، مُتَّحِدين معًا بقلب واحد، ولا سيّما في عيد الميلاد». ويخدم أبو داود يوميًّا في القداس ويهتمّ بالصغار. كما أنّه يساعد في صناعة القربان في المصنع الموقّت.

وأوضح: «ينمو إيماني وسط تحديات الحرب. ينمو رويدًا رويدًا من خلال صلاة الوردية يوميًّا، وقراءة سِير حياة القديسين، والتأمّل كلّ يوم أحد أمام القربان المقدّس. يسوع مصدر إيماني، وهو ركن ثقتي كلّها».

الشابّ سهيل شادي أبو داود (في الوسط) يخدم القدّاس الإلهيّ، كنيسة العائلة المقدّسة للاتين-غزة. مصدر الصورة: الأب جبرائيل رومانيلّي
الشابّ سهيل شادي أبو داود (في الوسط) يخدم القدّاس الإلهيّ، كنيسة العائلة المقدّسة للاتين-غزة. مصدر الصورة: الأب جبرائيل رومانيلّي

وأخبر أبو داود عن عمله التطوعي في جمعية الأم تريزا الخيرية داخل الرعية. وقد أغنت هذه الخبرة دعوته من خلال خدمة الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصّة والمحتاجين المقيمين هناك.

حتى الساعة، ومع تفاقم ندرة المواد الغذائية والمياه وتردّي مستوى النظافة، والموت والمعاناة النفسية في غزة، لا ينفكّ الشاب يتحدث عن الإيمان والأمل: «لقد أغدق الله علينا عطايا وفيرة ومباركة. وما زال ينعم علينا بالضروريات». وتابع: «تعلّمت الصبر، خصوصًا بما أطلبه من الله. عليّ أن أنتظر لتتحقّق مشيئته».

وكشف أبو داود أنّه يعيش الصوم الكبير بطريقة مختلفة: «أصلّي أكثر وأتلو الوردية وأشارك في القداس الإلهي. أصوم أكثر، وأمتنع عن تناول ما استمتعت به سابقًا. أغفر للآخرين كما ينبغي في زمن المصالحة هذا».

وختم قائلًا: «نتضرّع إلى الله من أجل السلام الذي انتشر في جميع أنحاء العالم عند قيامة يسوع. أخصّص صلواتي للعدالة ولإحلال سلام دائم في الأراضي المقدسة، وبخاصّة في غزة».

تُرجِمَ هذا المقال عن وكالة الأنباء الكاثوليكية، شريك إخباري لـ«آسي مينا» باللغة الإنجليزية، ونُشِر هنا بتصرّف.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته