مُستنَد يشعل جدلًا في مدرسة لبنانيّة... والرهبانيّة توضح

المدرسة المركزيّة-جونيه، لبنان المدرسة المركزيّة-جونيه، لبنان | مصدر الصورة: المدرسة المركزيّة-جونيه

ورقة تحاكي «نظريّة الجندر» وزّعتها معلّمة على طلابها في المدرسة المركزية-جونيه (جبل لبنان) أشعلت جدلًا لم تنطفئ نيرانه بعد. تصوِّر تلك الورقة المأخوذة من الإنترنت «جميع أنواع الأُسَر» (كما تراها نظريّة الجندر). وهو ما استدعى ردود أفعال غاضبة، ودفع المدرسة إلى التحرّك والرهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة -التي تتبع لها المدرسة- إلى التوضيح.

بعد البلبلة التي اجتاحت وسائل التواصل الاجتماعي، أوضحت أمانة السرّ العامة للرهبانية اللبنانية المارونية: «بناءً على ما حدث في المدرسة المركزية-جونيه، حول توزيع مستند له علاقة بنظرية الجندر، حققت لجنة مكلّفة من الرئاسة العامة للرهبانية، مع المعلّمات والمنسّقة المعنيات بتوزيع المستند المذكور، لتقصّي جميع الحقائق المتعلقة بهذا الحدث».

وتابعت أمانة السرّ في بيانها: «تبيّن للجنة التحقيق أنّ المعلمة التي أخذت المستند من الإنترنت هدفت الى معالجة موضوع اليتم، خصوصًا أنّ اليتم يحاكي معاناة بعض طلاب صفها. أرادت، من خلال هذا المستند، تبيان أنّ باستطاعة أعضاء آخرين من العائلة الكبيرة إحاطة اليتيم أو اليتيمة بالعطف. وأكّدت المعلمة أنّها ليست ملمّة بموضوع الجندر. وخلصت لجنة التحقيق إلى أنّها أخطأت، ولكنّه خطأ غير متعمّد، خصوصًا لما يُعرف عنها من التزام مسيحي وأخلاقي كبير. كما أنّ المستند، وفق آراء مختلفة، يحتمل تفسيرات عدة تخفي نيته المبطنة. إنّها أخطأت باستعمالها هذا المستند، ولو كان هدفها معالجة موضوع اليتم. إنّها أخطأت أيضًا بعدم التثبّت من هوية مصمّمة هذا المستند».

وأضاف البيان: «كذلك المنسّقة، قاربت المستند من باب اليتم أيضًا، فسمحت به في نطاق مسؤوليتها. ومن الجدير بالذكر أنّ المنسّقة مسؤولة في أحد الأجهزة الكنسية، وهي ملتزمة كلّ الالتزام بإيمانها وقيمها المسيحية. والمنسّقة نشيطة جدًّا في جميع النشاطات الدينية في المدرسة. وخلصت لجنة التحقيق أيضًا إلى أنّ المنسّقة أخطأت، ولكنّه خطأ غير متعمد».

وأردف أمانة السرّ: «وعليه، طلبت الرئاسة العامة للرهبانية اللبنانية المارونية فصل المعلّمة والمنسّقة عن المدرسة شهرًا كاملًا لأنّ عملهما، ولو كان غير متعمّد، ينمّ عن إهمال وظيفي أدى إلى الإساءة الى صورة المدرسة المركزية».

وثمّنت الرهبانية مواقف «الذين هبّوا دفاعًا عن مبادئ الإيمان الكاثوليكي وقيمه، فاستنكروا توزيع المستند، بكلّ رقي وخفر وتهذيب. معهم، ترفض الرهبانية نظرية الجندر وتتمسّك بالقيم الكاثوليكية حول العائلة. وتجاه الخطأ المتعمّد الذي ارتكبه أولئك الذين اختاروا السباب والتجنّي والشتائم على مواقع التواصل الاجتماعي، فكتبوا ضدّ المدرسة المركزية، أو ضدّ الرهبان، أو ضدّ الرهبانية، أو ضدّ الكنيسة، تنتظر الرهبانية منهم حذف ما كتبوه، وإلّا وجدت نفسها مضطرة إلى إحالتهم إلى القضاء المختصّ».

وفي أعقاب البيان والإجراء الذي تضمّنه، أعلن معلّمون في المدرسة توقفهم عن العمل تضامنًا مع المعلمة والمنسّقة المفصولتَين.

رفض الإساءة إلى المدرسة

من جانبها، أصدرت لجنة الأهل في المدرسة المركزيّة-جونيه بيانًا توضيحيًّا أكّدت فيه تضامنها مع المدرسة وأهمّية الحفاظ على سمعتها. وجاء في البيان: «نحن أهل المدرسة المركزيّة لن نقبل بما يسيء إلى أولادنا وأسرتنا التربوية، ولو وجدنا أنّ هناك تراخيًا بهذه المقدّسات لكنّا أول المتدخلين والشاجبين». وتمنّت اللجنة على «المهاجمين أن ينتظروا التحقيقات التي تجريها المدرسة في هذا الإطار».

كما حظيت المدرسة بدعم كبير على وسائل التواصل الاجتماعي من شخصيات سياسية وتربوية واجتماعيّة وخرّيجين قدامى وذوي طلّاب رفضوا توجيه الإساءة إلى «المركزيّة»، مشيدين بالتزامها المسيحي ومستواها التعليمي العالي.

وكانت إدارة المدرسة فور انتشار الخبر والمستند نشرت بيانًا مقتضبًا أكّدت فيه أنّها وضعت يدها على الموضوع بجميع تفاصيله، وتُجري التحقيق اللازم في هذا الصدد. وتابعت: «ملتزمون بتعاليم الكنيسة الكاثوليكية حتى الصليب والقيامة».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته