خادم خدّام الله... سيرة القدّيس غريغوريوس الكبير

فسيفساء للقدّيس غريغوريوس الكبير في بازيليك صعود السيّدة العذراء والقدّيس أدالبير بمدينة إسزتيرغوم، المجر فسيفساء للقدّيس غريغوريوس الكبير في بازيليك صعود السيّدة العذراء والقدّيس أدالبير بمدينة إسزتيرغوم، المجر | مصدر الصورة: Mikhail Markovskiy/Shutterstock

تحتفل الكنيسة المقدّسة بتذكار البابا القديس غريغوريوس الأوّل الكبير في تواريخ مختلفة، منها 12 مارس/آذار من كل عام. هو من حمل لقب «الكبير» بسبب سيرته التي تكلَّلت بالمحبّة والعطاء والتضحيّة، اتّخذ لحياته شعار «خادم خدّام الله» منذ سيامته شمّاسًا وحتّى وفاته بابا؛ وهو لقب لا يزال البابوات يستخدمونه حتّى يومنا هذا.

وُلِدَ غريغوريوس في مدينة روما في النصف الأوّل من القرن السادس. نشأ وسط أسرة غنيّة، ربّته على أسس الإيمان القويم. كان يقرأ الكتب المقدّسة على الدوام، وحصد كثيرًا من العلوم والمعرفة، ومن ثمّ عُيِّنَ واليًا على روما.

حين رقد والده بسلام، سيطر عليه الحزن الشديد. فقرّر هجر أمجاد هذا العالم وتكريس حياته بكلّيتها للمسيح. عندها، وزّع أمواله على الفقراء والمساكين، وبنى ديرًا في قصره بروما، وأنشأ أيضًا كثيرًا من الأديار في صقلية.

رُسِمَ غريغوريوس كاهنًا على يد البابا بنديكتوس الأوّل. وبعدها بشَّرَ بكلمة المسيح طوال سبع سنوات. وفي العام 590، انتُخِبَ حبرًا أعظم خلفًا للبابا بيلاجيوس. فاشتهر في خلال حبريّته بتواضعه وأعماله الصالحة، كما أدّى دورًا مهمًّا في تنظيم الليتورجيا. أحبّ الموسيقى الكنسيّة، فمنحها عناية خاصّة وترك مؤلّفات ورسائل راعويّة عدة.

سار البابا غريغوريوس الأوّل على مثال الراعي الصالح، فعملَ باستمرار على توظيف قدراته ومواهبه الروحيّة في حماية خراف المسيح من السير في طريق الظلمة والضلال. وهكذا حصد هذا الرجل العظيم محبّة الجميع وتقديرهم، واستحقّ أن يُطلَق عليه لقب «الكبير».

وبعدما عاش حياته بكاملها، وهو ينشد محبّة الفقراء والعطاء والتضحيّة، رقد بعطر القداسة في العام 604 معانقًا مجد الله الأزليّ.

أيُّها الربّ يسوع، في تذكار هذا القديس الكبير، علّمنا كيف نسير على مثاله، فننشدُ من كلّ قلبنا وكياننا أعمال المحبّة والعطاء والتضحيّة طوال حياتنا وإلى الأبد.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته