البابا فرنسيس: لا أسرار أمام الربّ

البابا فرنسيس في خلال صلاة التبشير الملائكيّ مع المؤمنين المحتشدين في ساحة القدّيس بطرس اليوم البابا فرنسيس في خلال صلاة التبشير الملائكيّ مع المؤمنين المحتشدين في ساحة القدّيس بطرس اليوم | مصدر الصورة: فاتيكان ميديا

طلب البابا فرنسيس ظهر اليوم، بعد تلاوة صلاة التبشير الملائكي مع المؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس-الفاتيكان، الصلاة من أجل السلام في أوكرانيا المعذّبة وفي الأراضي المقدّسة لتنتهي في أقرب وقت ممكن الأعمال العدائيّة التي تسبّب معاناة هائلة للسكّان المدنيين.

وبمناسبة اليوم العالمي للمرأة الذي حلّ قبل يومين، أظهر الحبر الأعظم تضامنه مع جميع النساء، بخاصّة اللواتي لا تُحترم كرامتهنّ. وقال: «لا يزال هناك كثير من العمل الذي يجب على كلّ واحد منّا فعله كي يُعترف بكرامة المرأة على قدم المساواة مع الرجل بشكل عملي».

وشدّد فرنسيس قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي على أنّ «الله لم يرسل ابنه إلى العالم ليدين العالم بل ليخلّص به العالم». وأشار إلى أنّه كثيرًا ما يكشف المسيح في الإنجيل نيّات الأشخاص الذين يلتقيهم، أحيانًا بكشف أساليبهم الزائفة كما مع الفرّيسيين، أو بجعلهم يتأمّلون في فوضى حياتهم كما مع السامرية.

وذكر فرنسيس أنّ أمام الربّ لا توجد أسرار لأنّه يقرأ في القلوب. وقال: «هذه القدرة قد تكون مقلقة. فإذا استُخدمت بشكل سيّئ، تضرّ بالأشخاص، وتعرّضهم لأحكام بلا رحمة. فليس هناك أحد كامل؛ جميعنا خاطئون، جميعنا نخطئ، ولو استخدم الربّ معرفته بضعفنا ليديننا، لما استطاع أحد أن يخلص».

ثم طمّأن المؤمنين إلى أنّ الله لا يستخدم هذه المعرفة ليشير إلينا بالإصبع، بل ليحتضن حياتنا، ليحرّرنا من خطايانا ويخلّصنا. وأضاف: «يسوع لا يهتمّ بإجراء محاكمات وإصدار أحكام علينا؛ إنّه يريد ألا يضيع أحد منّا. نظرة الربّ إلينا ليست كشعاع يعمي ويسبّب الإزعاج، بل كضوء لطيف من مصباح صديق، يساعدنا على رؤية الخير فينا ويجعلنا ندرك الشرّ، لنتوب ونشفى بدعم نعمته».

كما شرح الأب الأقدس أنّ المسيح لا يستخدم معرفته بخطايانا ليضربنا، بل ليفدينا بالمغفرة. وأضاف: «نحن المسيحيين مدعوون إلى فعل الأمر نفسه. فإذا لم يرسل الآب يسوع ليدين العالم، بالتأكيد لم يرسلنا نحن لهذا الغرض! كم من الأحكام السلبية والإدانات نصدرها بسهولة تامّة...». وأكّد البابا فرنسيس أنّ من يعرف يسوع، يحمل نور خلاص الله، لا فأس أحكامه الخاصّة. والمعرفة والفهم اللذان يمتلكهما الفرد عن الآخر ليسا للحكم عليه، بل لمساعدته.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته