البابا فرنسيس يشجّع على مواصلة المفاوضات لوقف النار في غزّة

البابا فرنسيس في خلال صلاة التبشير الملائكيّ مع المؤمنين المحتشدين في ساحة القدّيس بطرس اليوم البابا فرنسيس في خلال صلاة التبشير الملائكيّ مع المؤمنين المحتشدين في ساحة القدّيس بطرس اليوم | مصدر الصورة: فاتيكان ميديا

أكّد البابا فرنسيس ظهر اليوم، بعد تلاوة صلاة التبشير الملائكي مع المؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس-الفاتيكان، أنّه يحمل في قلبه يوميًّا، وبألم، معاناة الناس في فلسطين وإسرائيل. وسأل: «هل يعتقد الناس حقًّا أنّه يمكن بناء عالم أفضل بهذه الطريقة؟ هل يعتقدون حقًّا أنّه يمكن تحقيق السلام؟ كفى، من فضلكم! لنقل جميعًا: كفى، من فضلكم. توقّفوا!».

وشجّع الحبر الأعظم على مواصلة المفاوضات من أجل وقف فوريّ لإطلاق النار في غزة وفي جميع أنحاء المنطقة، كي يُحرَّر الرهائن فورًا ويعودوا إلى أحبائهم الذين ينتظرونهم بقلق، وكي يتمكّن السكان المدنيون من الوصول الآمن إلى المساعدات الإنسانية الضرورية والعاجلة. وأشار الأب الأقدس إلى أنّ نزع السلاح واجب أخلاقيّ.

وشرح فرنسيس قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي إنجيل يسوع الذي يطرد فيه التجار من الهيكل (يوحنا 2: 13-25). وذكّر بكلمته: «لا تجعلوا من بيت أبي بيت تجارة». ودعا البابا إلى التأمّل في التناقض بين البيت والسوق حيث هناك طريقتان مختلفتان للوقوف أمام الربّ.

في الهيكل المفهوم كسوق، كي يكون الإنسان بخير مع الله كان يكتفي بشراء خروف، ودفع ثمنه واستهلاكه على جمر الذبح. وقال: «شراء، دفع، استهلاك، ثم يعود كلّ واحد إلى بيته. أمّا في الهيكل المفهوم كبيت فيحدث العكس: تذهب للقاء الربّ، لتكون متّحدًا معه ومع الإخوة، لمشاركة الأفراح والأحزان».

وأضاف الحبر الأعظم أنّ في السوق يبحث الفرد عن مصالحه، أمّا في البيت فيعطي بسخاء. وشدّد على أنّ يسوع كان قاسيًا لأنّه لن يقبل أن يحلّ الهيكل-السوق محلّ الهيكل-البيت، وأن تكون العلاقة مع الله بعيدة وتجاريّة وأن تأخذ طاولات البيع مكان مائدة العائلة والأسعار مكان الأحضان والعملات مكان اللمسات. وأردف: «هكذا يُخلق حاجز بين الله والإنسان وبين الأخ وأخيه، بينما جاء المسيح ليجلب الشركة والرحمة والقرب».

وطلب الأب الأقدس الصلاة كأبناء يطرقون باب الأب بثقة وبلا تعب، لا كتجّار بخلاء ومتوجّسين، بالإضافة إلى نشر الأخوّة. كما دعا إلى التفكير في الصمت المحرج والعزلة وأحيانًا حتّى العدائيّة في كثير من الأماكن، منها على سبيل المثال وسائل النقل.

وأوضح: «الجميع منغلقون في أفكارهم، وحيدون مع مشكلاتهم، بآذانٍ مغلقة بالسمّاعات وعيون غارقة في الهواتف المحمولة. عالم لا تُعطى فيه حتّى ابتسامة مجّانيّة أو تعليق طريف: لماذا نستسلم لذلك؟ لنقدِم نحن على الخطوة الأولى: لنتنازلْ عن مكاننا؛ لنقلْ أمرًا لطيفًا لمن هو بجانبنا: حتى لو لم نحصل على ردّ… سنكون قد صنعنا بيتًا. ويمكن أن ينطبق ذلك على ظروف أخرى في الحياة اليوميّة».

وفي ختام كلمته سأل فرنسيس: «هل أعرف كيف أتّخذ الخطوة الأولى لكسر جدران الصمت وفراغات المسافات؟».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته