السفير البابويّ في لبنان: للانسجام من أجل الحفاظ على هويّة البلد

خيرالله يستقبل بورجيا في دير مار يوحنا مارون-كفرحي، البترون (شماليّ لبنان) خيرالله يستقبل بورجيا في دير مار يوحنا مارون-كفرحي، البترون (شماليّ لبنان) | مصدر الصورة: أبرشيّة البترون المارونيّة
خيرالله يستقبل بورجيا في دير مار يوحنا مارون-كفرحي، البترون (شماليّ لبنان) خيرالله يستقبل بورجيا في دير مار يوحنا مارون-كفرحي، البترون (شماليّ لبنان) | مصدر الصورة: أبرشيّة البترون المارونيّة

أمل السفير البابوي في لبنان المطران باولو بورجيا «لكلّ لبنان السلام داخل أراضيه والاستقرار السياسي في مؤسّساته، والانسجام من أجل الحفاظ على هويته كبلد للتعدّد والفسيفساء الدينية والخبرات المتعدّدة؛ إذ لا يمكن أن يجد الانسجام إلّا بالالتزام الدائم لكلّ مواطنيه».

جاء ذلك في خلال مشاركته في احتفال أبرشية البترون المارونية بعيد شفيعها مار يوحنا مارون بقداس إلهيّ ترأّسه راعي الأبرشية المطران منير خيرالله. واحتضن القدّاس الكرسي الأسقفي في دير مار يوحنا مارون-كفرحي، البترون بحضور حشد من الشخصيات السياسية والاجتماعية والدينية وجمع من المؤمنين.

وتمنّى بورجيا أن «يُحلّ الجمود في المؤسّسات وأن يُنتخَب رئيس للجمهورية قريبًا؛ وأن يتمكّن المكوّن المسيحي والجماعة السياسية من العمل للخير العامّ من خلال نشر القيم الإنجيلية من سلام واحترام وحوار وغفران وعدل ومحبة».

وشدّد السفير البابويّ على «ضرورة العودة إلى الجذور والتمسّك بالروحانية والقيم التي أرساها القديس يوحنا مارون».

وقال إنّه «نقل بركة البابا فرنسيس الذي يحمل لبنان في قلبه وفكره. وتمنّياته للكنيسة اللبنانية لتكون من خلال التزامها وشهادتها نورًا وملحًا للمجتمع الذي تعيش فيه، المليء بالتحديات والحاجات الملحّة».

خيرالله يترأّس قدّاسًا إلهيًّا احتضنه دير مار يوحنا مارون-كفرحي، البترون بمشاركة بورجيا. مصدر الصورة: أبرشيّة البترون المارونيّة
خيرالله يترأّس قدّاسًا إلهيًّا احتضنه دير مار يوحنا مارون-كفرحي، البترون بمشاركة بورجيا. مصدر الصورة: أبرشيّة البترون المارونيّة

خيرالله: أين نحن من ثوابت تاريخنا؟

من جهته، تساءل خيرالله في عظته: «أين نحن من ثوابت تاريخنا الروحي والأخلاقي والثقافي والوطني؟ أين نحن في مواجهة التحديات الراهنة، ومنها الانحطاط الأخلاقي والقيمي وتدنّي المستوى الثقافي والتراجع الديمغرافي والهجرة المتزايدة؟ أين دورنا في محاربة الفساد المستشري منذ عقود في الحياة السياسية ومؤسسات الدولة وإداراتها عبر ذهنية الزبائنية الرخيصة والإقطاعية المالية والحزبيات الضيّقة وهدر المال العامّ؟ أين نحن من الحوار في ما بيننا لِلَمّ الشمل وتوحيد الكلمة؟ أين دورنا الريادي في إقامة الحوار بين اللبنانيين؛ حوار صادق وصريح يفضي إلى تنقية الذاكرة ويفتح بابًا على المصالحة الوطنية؟».

وأضاف: «نجدّد اليوم التزامنا الدعوة التي دُعينا إليها منذ البدء، أي إلى القداسة. ونجدّد التزامنا عيش روحانيتنا النسكية بالتجرّد من ملذات الدنيا وإغراءاتها. ونجدّد انتماءنا إلى كنيستنا الأنطاكية وإلى محيطنا الطبيعي في العالمَين العربي والإسلامي. ونجدّد انفتاحنا على شعوب العالم وثقافاته، واتحادنا مع الكنيسة الرومانية الممثّلة بكرسيّ بطرس وبالجالس عليه قداسة البابا فرنسيس. ونؤكد أنّنا سنبقى ننشد الحرية لنا ولغيرنا من الشعوب ضمن احترام التعددية التي تميّزنا».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته