"أنا عطشان!"… صرخة المصلوب تشعل قلب القديسة تريزيا الطفل يسوع

القديسة تريزيا الطفل يسوع-صورة القديسة تريزيا الطفل يسوع | provided by: pixibay

يا لها من صرخة لاهبة أحرقت قلب القديسة الصغيرة، فبدّلت حياتها في لحظة!

"عزمت على أن أقف بالروح عند أقدام الصليب لكي أتلقّى ذلك الندى الإلهي الجاري منه، وفهمت أن عليّ، بعد ذلك، أن أرشّه على النفوس… وكانت صرخة يسوع على الصليب ترنّ باستمرار في قلبي: "أنا عطشان!" (يو 19: 28). هذا ما أخبرته معلّمة الكنيسة القديسة تريزيا الطفل يسوع في كتاباتها عن صرخة المخلّص التي لمست قلبها وشجّعتها كي تعمل من أجل خلاص نفوس الخطأة (الأعمال الكاملة، مخطوط أ، الفصل الخامس، 4).

وأكدت القديسة تريزيا أن يسوع أحدث التغيير في كيانها بسرعة فائقة: "في لحظة واحدة، أنجز يسوع العمل الذي لم أستطع إنجازه طوال عشر سنين، مكتفيًا بإرادتي الصالحة، فتسنّى لي أن أقول له مثل رسله: "يا معلّم، لقد تعبت الليل كلّه ولم أصب شيئًا" (لو 5: 5).

صيد النفوس وهداية الخطأة

لقد لمست القديسة تريزيا بقوّة رحمة الله في حياتها، فكتبت: "كان يسوع أرحم عليّ من تلاميذه، فأمسك بنفسه الشبكة وألقاها ثمّ أعادها ملأى بالسمك… وجعل منّي صيّادة النفوس، وشعرت برغبة قويّة في العمل على هداية الخطأة، تلك الرغبة التي لم أشعر بها بهذه الشدّة... وبكلمة، لقد شعرت بالمحبّة تنفذ إلى أعماق قلبي، والحاجة إلى نسيان ذاتي لكي أرضي الآخرين. ومنذ ذلك الحين، أصبحت سعيدة!"...

يا لها من سعادة روحيّة لا تحدّها الكلمات!

ها هي تريز الصغيرة تُخبر بقلب نابض بالحبّ عن لمسات الربّ، فتخطّ اختبارها بحبر الشوق إلى خلاص النفوس: "في يوم أحد، كنت أنظر إلى صورة تمثّل سيّدنا يسوع المسيح مصلوبًا، فتأثّرت بالدم السائل من إحدى يديه الإلهيّتين، وانتابني غمّ شديد حينما فكّرت في أن هذا الدم كان يسقط على الأرض، من دون أن يسارع أحد إلى التقاطه.

عزمت على أن أقف بالروح عند أقدام الصليب لكي أتلقّى ذلك الندى الإلهي الجاري منه، وفهمت أن عليّ، بعد ذلك، أن أرشّه على النفوس… وكانت صرخة يسوع على الصليب ترنّ باستمرار في قلبي: "أنا عطشان!" (يو 19: 28).

كانت هذه الأقوال تلهب فيّ حرارة شديدة لا عهد لي بها… كنت أريد أن أسقي حبيبي، وكنت أشعر بأنني أذوب عطشًا إلى النفوس… ولم تكن، يومئذٍ، نفوس الكهنة هي التي تجذبني، إنما نفوس كبار الخاطئين. كنت أتحرّق شوقًا إلى انتزاعهم من النيران الأبديّة"…

المزيد

نعم! لقد نجحت القديسة تريزيا الطفل يسوع في تلقّي الندى الإلهي ورشّه على نفوس الخطأة لتكون صيّادة بارعة في بحر الحبّ ورسولة يسوع حتى أقاصي الأرض.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته