انطلاق المهرجان اللبنانيّ للكتاب... الأباتي راجح: فرصة للتواصُل الحميد

من أجنحة المهرجان اللبنانيّ للكتاب-أنطلياس، لبنان من أجنحة المهرجان اللبنانيّ للكتاب-أنطلياس، لبنان | مصدر الصورة: اتحاد الكتّاب اللبنانيّين

مرّة جديدة تنتصر الثقافة في لبنان على جميع الأزمات المتراكمة. فعلى وقع اشتعال جبهة الحدود الجنوبيّة، انطلق المهرجان اللبناني للكتاب في دورته الـ41. احتضن المهرجان، الذي تنظمه الحركة الثقافية-أنطلياس، مسرح الأخوين رحباني في دير مار الياس-أنطلياس، لبنان.

وأكّد رئيس الحركة الثقافيّة الأباتي أنطوان راجح في حفل الافتتاح أنّ «المهرجان فرصةٌ للتواصل الحميد، بالرؤية والإصغاء، بالسماع والنظر، باللقاء للتكلّم، لا بصيغ الفكر فحسب، بل ومن القلب، لصوغ الوحدة في صميم الفكر المتنوّع والثري».

وأضاف: «فيما تشير أصواتٌ إلى بعض تخلخلٍ وشكٍّ بين فئات مناطق وطننا، بل وتنافرٍ وتصارعٍ بين فئات كلّ منطقةٍ وكلّ بلدة؛ وفيما كلّ فئةٍ تحبّ لبنان الذي تتوهّم أنّه لها وحدها، وأقلّيةٌ تحبّ لبنان الذي هو للجميع، يطيب لي أن أشيد بمسار حركتنا الثقافيّة-أنطلياس، التي لطالما نجحت في ربط ربوعنا كافة، وسمحت بأن يعانق الواحد الآخر، على منبرها، ويروي العقل، ويسقي الرّوح. فالتواصل، في نهاية المطاف، هو هذا: المشاركة، ونسج خيوط الشركة، وبناء الجسور، لا رفع الجدران».

وأردف راجح: «نحن بحاجة ماسّة، في مجتمعنا، إلى تواصل يضرم القلوب، ويكون بلسمًا على الجروح، وينير مسيرة الإخوة والأخوات؛ تواصل يعرف كيف يشعل نار الإيمان بالوطن بدلًا من أن يحافظ على رماد هويّة ذاتيّة المرجعيّة. تواصل يكون أساسه التواضع في الإصغاء، والجرأة في الكلام، ولا يفصل أبدًا الحقيقة عن المحبّة. بذلك ننجح في أن نكون حرّاسًا، بعضنا لبعضٍ».

الأباتي أنطوان راجح يلقي كلمته في حفل افتتاح المهرجان. مصدر الصورة: الحركة الثقافيّة-أنطلياس
الأباتي أنطوان راجح يلقي كلمته في حفل افتتاح المهرجان. مصدر الصورة: الحركة الثقافيّة-أنطلياس

بدوره، ذكر أمين معرض الكتاب منير سلامة أنّ «الإقبال فاق التوقعات، فشاركت معظم المؤسسات الجامعية الكبرى بما فيها الجامعة اللبنانية على الرغم من ظروفها. أما عدد دور النشر المتعاقدة فناهز الخمسين وهي جميعها لبنانية، بالإضافة إلى الجناحَين الخاصَّين بالجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي. كما خصَّصت الحركة منصّة "المنفردون" للمؤلّفين الإفراديين، وأتاحت المجال للراغبين منهم بتوقيع مؤلفاتهم في قاعة مخصّصة لذلك».

من جهته، أكّد الأمين العام للحركة الثقافية جورج أبي صالح أنّ «الحركة تحرص على أن توجّه إلى الرأي العام عبر هذه التظاهرة السنوية بضع رسائل، أهمّها أنّ الكتاب، على الرغم من تطوّر تكنولوجيات التواصل الحديثة وانتشارها، يبقى من أجدى الوسائل التعليمية والتثقيفيّة وأعمقها تأثيرًا».

يُذكر أنّ حفل الافتتاح شهد حضور النائب البطريركي المطران أنطوان عوكر ممثلًا البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي، والأب بطرس عازار ممثلًا الرئيس العام للرهبانيّة الأنطونيّة الأباتي جوزف بو رعد، والمطارنة سمعان عطالله وبولس روحانا وجورج شيحان، وحشد من الشخصيات السياسية والثقافية والاجتماعية.

تجدر الإشارة إلى أنّ المهرجان يستمر حتى 10 مارس/آذار الحالي يوميًّا من الثالثة بعد الظهر حتى التاسعة مساءً.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته