كيف تكلّم القدّيس بطرس بلسان البابا لاون الكبير؟

لوحة جداريّة للقدّيس البابا لاون الكبير يلتقي الملك البربري أتيلّا عند أبواب روما لوحة جداريّة للقدّيس البابا لاون الكبير يلتقي الملك البربري أتيلّا عند أبواب روما | مصدر الصورة: Renata Sedmakova/Shutterstock

تحتفل الكنيسة الكاثوليكيّة بتذكار البابا القديس لاون الكبير في تواريخ مختلفة، منها 18 فبراير/شباط من كل عام. وهو من تميّز بشجاعته في دفاعه عن الإيمان القويم حتى الرمق الأخير.

أبصر البابا لاون الكبير النور في أواخر القرن الرابع في إيطاليا، ونشأ وسط أسرة شريفة توسكانيّة الأصل. تتلمذ على يد القديس كيرلس الكبير، وحصّن ذاته بثقافة واسعة في مختلف العلوم والشؤون الدينيّة. ثمّ جعله البابا سكستس الثالث مستشارًا له. وحين رقد الأخير بسلام في العام 440، انتُخِبَ لاون خلفًا له.

فتميّز في فترة حبريّته بشجاعته في الدفاع عن الكنيسة المقدّسة، وتحصين النفوس بكلمة المسيح. كما بدأ يبعث برسائله المعبّرة عن روح الإيمان الحقّ إلى الشرق والغرب، محاربًا البِدع التي كانت سائدة في زمانه. وتمكّن أيضًا بفضل حكمته من الوقوف في وجه البرابرة الذين سيطروا على روما وسرقوها.

وفي العام 451، أصدر البابا لاون الكبير أمرًا بعقد المجمع المسكوني في خلقيدونية وحضره يومها ستّمئة وثلاثون أسقفًا، كانوا شرقيين باستثناء خمسة منهم، وصدّقوا جميعهم على رسالة البابا لاون التي حدّد فيها جوهر الإيمان القويم بشأن شخص يسوع ذي الطبيعتَيْن الإلهيّة والبشريّة.

وبعد قراءة تلك الرسالة على آباء المجمع الخلقيدوني، هتفوا بصوت واحد: «هذا هو إيمان الآباء، هذا هو إيمان الرسل. هكذا نؤمن جميعنا وهكذا يؤمن مستقيمو الرأي. فليكُن كلّ من لا يؤمن هكذا مُبْسَلًا. إنّ بطرس يتكلّم بلسان لاون. هكذا علّم الرسل... هذا هو الإيمان الحقيقي».

وبعد واحدٍ وعشرين عامًا من العطاء كان البابا لاون الكبير في خلالها مثالًا يُحتذى به في الوعظ والتعليم والمثل الصالح، استحقّ أن يُدعى كبيرًا. ثمّ انتقل إلى فرح الحياة الأبديّة في العام 461.

لِنُصَلِّ مع هذا البابا القديس، كي نسير على خُطاه في الدفاع عن الإيمان القويم والعمل على نشره بكلّ غيرة وشجاعة حتى الرمق الأخير.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته