كيف جسّد البابا القديس لاون الكبير الإيمان الحقيقي في حبريّته؟

البابا القديس لاون الكبير البابا القديس لاون الكبير | Provided by: Raphael, 1514 (Public Domain)/NCR

تحتفل الكنيسة الكاثوليكيّة بتذكار البابا القديس لاون الكبير في تواريخَ مختلفة، منها 18 فبراير/شباط من كل عام. هو من تميّزت حبريّته بمواقف حكيمة وشجاعة في دفاعه عن الإيمان الحقّ وكنيسة المسيح.

وُلِدَ البابا لاون الكبير في أواخر القرن الرابع في إيطاليا، وترعرع في عائلة صالحة توسكانيّة الأصل. ثمّ تتلمذ على يد القديس كيرلس الكبير، ونال ثقافة واسعة في مختلف العلوم والشؤون الدينيّة. بعدها، جعله البابا سكستس الثالث مستشارًا له. ولمّا مات الأخير في العام 440، انتُخِبَ لاون خلفًا له. 

عند تولّيه السدّة البطرسيّة، برزت شجاعته في الدفاع عن كنيسة المسيح. وراح هذا البابا القديس يبعث برسائله المعبّرة عن روح الإيمان الحقّ إلى الشرق والغرب، محاربًا البدع المنتشرة في زمانه. واستطاع أيضًا بفضل حكمته الوقوف في وجه البرابرة الذين سيطروا على روما وسرقوها.

نجح هذا القديس في الجمع بين الصرامة والرأفة، فكان مثالًا يُهتدى إليه، إذ رعى الشعب والكهنة بالوعظ والتعليم والمثل الصالح. وفي العام 451، أصدر أمرًا بعقد المجمع المسكوني في خلقيدونية وحضره يومها ستّمئة وثلاثون أسقفًا، كانوا شرقيين باستثناء خمسة منهم، وصادقوا جميعهم على رسالة البابا لاون التي حدّد فيها جوهر الإيمان القويم في شأن شخص يسوع ذي الطبيعتَيْن الإلهيّة والبشريّة.

وبعد الانتهاء من قراءة تلك الرسالة على آباء المجمع الخلقيدوني، هتف هؤلاء بصوت واحد: «هذا هو إيمان الآباء، هذا هو إيمان الرسل. هكذا نؤمن جميعنا وهكذا يؤمن المستقيمو الرأي. فليكُن كل من لا يؤمن هكذا مُبْسَلًا. إن بطرس يتكلّم بلسان لاون. هكذا علّم الرسل... هذا هو الإيمان الحقيقي».

رقد البابا لاون بعطر القداسة في العام 461، بعد واحدٍ وعشرين عامًا من العطاء والدفاع عن الإيمان القويم، فاستحقّ عن جدارة أن يُدعى كبيرًا. ثمّ دُفِنَ في كنيسة القديس بطرس.

نسألك يا ربّ، في تذكار البابا القديس لاون الكبير، أن تعلّمنا الثبات في الإيمان الحقّ، وأن تغرس في أعماقنا روح الغيرة على كنيستك المقدّسة.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته