الكنيسة الهنديّة تدعو إلى تكريس يوم للصلاة والصوم في ظلّ التضييق

الأساقفة الكاثوليك الهنود يصلّون في اختتام مؤتمرهم يوم 7 فبراير/شباط 2024 الأساقفة الكاثوليك الهنود يصلّون في اختتام مؤتمرهم يوم 7 فبراير/شباط 2024 | مصدر الصورة: أنطو أكّارا/وكالة الأنباء الكاثوليكيّة

دعت الكنيسة الكاثوليكية في الهند إلى تكريس يوم 22 مارس/آذار «للصلاة والصوم من أجل السلام والوئام في البلاد». وقد نُشِرَت هذه الدعوة في البيان الختامي للدورة الثانية والثلاثين لمؤتمر الأساقفة الكاثوليك في الهند بمدينة بانغالور.

وانتقد البيان بلهجة قاسية وغير مألوفة الحكومة الفيدرالية بقيادة رئيس الوزراء ناريندرا مودي وحزبه الذي يدفع إلى أجندة قومية هندوسية منذ العام 2014، وفقًا لتحليل مراقبين.

أعلام هندوسيّة ترفرف... 

أعرب المسيحيون والمسلمون عن مخاوف بالغة عندما خرج متشددون هندوس إلى الشوارع ورفعوا أعلام الزعفران الهندوسية فوق الكنائس والمساجد في جميع أنحاء الهند. وقد انطلقت هذه المسيرة بعد افتتاح معبد هندوسي شاهق وتكريسه في مدينة أيوديا في يناير/كانون الثاني المنصرم بحضور رئيس الوزراء.

ومع ذلك، فشلت السلطات المحلية، في الولايات المحكومة من حزب رئيس الوزراء، في اتخاذ إجراءات ضد الأعمال التحريضية التي استهدفت دور العبادة المسيحية والإسلامية.

اضطهاد متزايد 

ناشد البيان قادة الأحزاب السياسية للحفاظ على المبادئ العلمانية والديمقراطية المنصوص عليها في دستور الهند، وذلك في خضمّ ارتفاع حوادث اضطهاد المسيحيين والمسلمين.

وفي السنوات الأخيرة، كثّف قادة حزب مودي دعواتهم إلى حذف عبارتي «علماني» و«اشتراكي» من الدستور. ورفع القوميون الهندوس القضية إلى المحكمة العليا الفيدرالية.

ووفقًا للمنتدى المسيحي المُتَّحد، كان المسيحيّون ضحيّة 687 حادثة عنف طوال 334 يومًا من العام 2023، مقابل 147 حادثة في العام 2014، وهي السّنة التي تولى فيها مودي السلطة.

مخاوف أخرى 

في حين أنّ الهند تبرز كقوة اقتصادية على الساحة العالمية، لم تصل المنافع إلا لنسبة قليلة من الهنود. إذ لا تزال البطالة مُنتَشِرَة وكذلك الافتقار إلى التنمية في المناطق الريفية.

ونقل البيان قول رئيس أساقفة من دون ذكر اسمه: «إذا لم نرفع صوتنا الآن، فمتى سنفعل ذلك؟». كما سلّط المؤتمر الضوء على التوترات الاجتماعية والسياسية الحالية في الهند. وأثار أضرار الذكاء الاصطناعي ومنافعه.

وأعرب الأساقفة عن أسفهم لضعف المؤسسات الديمقراطية في جميع أنحاء الهند، وتقصير وسائل الإعلام بواجباتها كسلطة رابعة، وتَعَثُّر الهيكلية الفيدرالية.

وحذروا من المواقف الانقسامية وخطابات الكراهية والحركات الأصولية الجريئة التي تقوّض روح التعددية. فلطالما كان هذا الانفتاح ميزةً من ميزات البلاد ودستورها.

تُرجِمَ هذا المقال عن وكالة الأنباء الكاثوليكية، شريك إخباري لـ«آسي مينا» باللغة الإنجليزية، ونُشِر هنا بتصرّف.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته