الكنيسة ترافق المتألّمين… تأمّلٌ في سرّ مسحة المرضى

من رتبة مسحة المرضى من رتبة مسحة المرضى | مصدر الصورة: Kristina Ismulyani/Shutterstock

يدعونا احتفال الكنيسة والعالم باليوم العالمي للمريض إلى التأمّل في سرّ «مسحة المرضى»، كنعمةٍ عظيمة أودعها الربّ للكنيسة، عارفين أنّ المرض لا يستثني أحدًا، فهو جزء من خبرتنا البشريّة.

لإيضاح معاني هذا السرّ المقدّس وبيان دور الكنيسة في العناية بأبنائها المتألّمين ومحبتها التي تُظهرها من خلال منحه، حاورت «آسي مينا» راعي أبرشيّة ألقوش الكلدانيّة المطران بولس ثابت. فبيّن أنّ الكنيسة تواصل عمل المسيح، إذ تمنح بدورها، عبر سرّ المسحة، الشفاء الذي أعطاه ربّنا وطبيبنا الروحيّ الكبير، كما يدعوه آباء الكنيسة، المانح غفران الخطايا وشفاء الأمراض.

تواصل الكنيسة كأمّ، عنايتها بأبنائها الذين تلدهم للحياة الجديدة بالمعمودية، وتنشِّئهم من خلال أسرارها المقدّسة وترافقهم عبرها طوال حياتهم «وما بين الولادة ولحين بلوغ الأبديّة يعيش الإنسان حياة واقعيّة ويكون في خلالها عرضةً للمرض والموت، فيعيش حياته الأرضيّة راجيًا أن يعيش كمالها في الأبدية مع يسوع  في السماء» بحسب ثابت.

راعي أبرشيّة ألقوش الكلدانيّة المطران بولس ثابت. مصدر الصورة: المطران بولس ثابت
راعي أبرشيّة ألقوش الكلدانيّة المطران بولس ثابت. مصدر الصورة: المطران بولس ثابت

ويشرح ثابت أنّ العناية بالمرضى هي إكمال لرسالة المسيح الذي «جالَ يَصْنَعُ خَيْرًا وَيَشْفِي جَمِيعَ الْمُتَسَلِّطِ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ» وأوصى تلاميذه مرارًا بأن يشفوا المرضى ويمسحوهم بالزيت، ما يعني أنّ السرّ موجود في قصد يسوع، محرِّر الإنسان من الأمراض الجسديّة والروحيّة، وموصًى به علنًا في رسالة يعقوب «هل فيكُم مَريض؟ فلْيَدْعُ شُيوخَ الكَنيسة، ولِيُصَلُّوا عليه بَعدَ أَن يَمسَحوه بِالزَّيتِ بِٱسمِ الرَّبّ».

وتابع: «لم تكتفِ الكنيسة بمرافقة أبنائها المؤمنين المشرفين على الموت عبر منحهم سرّ الأفخارستيا وتشجيعهم على قبول لحظة العبور من الحياة الفانية إلى الحياة الأبديّة، بل ترافق جميع المرضى، لا سيّما بعد إصلاحات (المجمع الفاتيكاني الثاني) المقوِّمة لمفهوم سرّ "المسحة الأخيرة" وتسميته ليصبح "مسحة المرضى" كونه غير مقتصر على الذين يعانون سَكَرات الموت، بل صالح ومتاح لكلّ من هم في حاجة».

استعاد المجمع البُعد الفصحي لهذا السرّ إذ «بمسحة المرضى المقدّسة وصلاة الكهنة توكل الكنيسة كلّ أمر المرضى على الربّ المتألّم والمُمَجَّد ليخفف عنهم ويخلّصهم. فضلًا عن ذلك، فهي تحثّهم على الاشتراك بكلّ حرية في آلام المسيح وموته فيساهمون هكذا بدورهم في خير شعب الله».

وخلص ثابت إلى القول: «نحن مدعوّون لمشاركة يسوع في حمل الصليب من خلال حمل آلامنا فنشترك في سرّ المسيح الفصحيّ: آلامه وموته وقيامته. ونعطي بعدًا تقديسيًّا للمرض من خلال تقديمنا آلامنا لتكمّل ما نقص من آلام المسيح، على مثال بولس الرسول القائل: "فأُتِمُّ في جَسَدِي ما نَقَصَ مِن شَدائِدِ المسيح"».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته