الكنيسة المارونيّة تتجذّر في لبنان… ومعوّض: حافظنا على الأمانة

صورة جماعيّة لكشّاف رعيّة مار مارون البوشريّة صورة جماعيّة لكشّاف رعيّة مار مارون البوشريّة | مصدر الصورة: صفحة رعيّة مار مارون البوشريّة في فيسبوك

هو القديس مارون الذي انتقل من جبال قورش وصولًا إلى لبنان لنشر كلمة الله. فتبعه المؤمنون وعُرفوا بـ«أتباع مارون». وهكذا وقعت حبّة الخردل في هذه الأرض وأصبحت شجرةً متجذّرة تُعرف بالكنيسة المارونية. حتّى إنّ كلّ من قرّر مغادرة الأرض أخذ معه غصنًا من هذه الشجرة وغرسه أينما حلّ.

صمدت الروحانية المارونية في ربوع لبنان واستمرّت حتّى يومنا هذا. وفي هذا الإطار، التقت «آسي مينا» الأب مروان معوّض، كاهن رعيّة مار مارون البوشرية، لمعرفة مزيد من المعلومات عن الموارنة.

انطلاق الروحانيّة المارونيّة واستمرارها

عن نشأة الروحانية المارونية، أوضح معوّض أنّ مار مارون لم يهدف يومًا إلى تأسيس طائفة. لكنّه جذب المؤمنين من خلال تمسّكه بالتقشّف والصوم والصلاة والكتاب المقدّس. وأضاف: «نحن كمسيحيّين نؤمن بمشيئة الله وعمله. وانطلاقًا من هذا المبدأ، أسّس يسوع الكنيسة فبقيت وتمدّدت. وهكذا نشأت الروحانية المارونية ولم يتخلَّ الله عنها». وأشار معوّض إلى أنّ الروحانية المارونية تقرّب الناس من الله، مؤكّدًا: «استمرّت الطّائفة المارونية لأنّها كانت حاجةً في المجتمع. وهي تذكّر البشر بالقيم للاتّحاد بالربّ، فينالون السعادة الحقيقية».

لبنان مهد الموارنة

صحيحٌ أنّ الروحانية المارونية انطلقت من أعالي جبال قورش، لكنّ آباء كثيرين وصفوا لبنان بـ«مهد الموارنة». ويقول معوّض في هذا الإطار: «انطلق إبراهيم القورشي ويوحنا مارون من سوريا للتبشير في لبنان وقد طغت عليه الوثنية آنذاك. لكنّ سكّان الأرض رحّبوا بالبشرى وحافظوا عليها، فصار لبنان مهد الموارنة».

من عيد شفيع الرعيّة في كنيسة مار مارون البوشريّة، 11 فبراير/شباط 2023. مصدر الصورة: صفحة رعيّة مار مارون في فيسبوك
من عيد شفيع الرعيّة في كنيسة مار مارون البوشريّة، 11 فبراير/شباط 2023. مصدر الصورة: صفحة رعيّة مار مارون في فيسبوك

وأضاف أنّ بقاء الموارنة اقترن بلحظات ألمٍ وكفاح، قائلًا: «حافظ الموارنة على الأمانة. وعلى الرغم من بعض الاتهامات التي طالتهم في حقبةٍ من التاريخ، أثبتوا استقامتهم. قدّموا الشهداء دفاعًا عن المسيحية. وحوّلوا الأرض اليابسة إلى حياةٍ لمّا سكنوها».

الكنيسة والمؤمنون

جذبت الكنيسة المارونية النّاس ببساطتها وألحانها، وهنا يفيد معوّض: «إنّ لحن فشيطو أو غيره من ألحاننا يذكّرنا بصوت المعول. فالموارنة كانوا بمعظمهم فلّاحين واستوحوا هندسة كنيستهم من بساطة الأرض». وتابع: «طائفتنا لم تسعَ إلى المناصب. ولمّا حاول بعضهم السعي إليها، ابتعدوا عن الكنيسة وشكّلوا مجموعات تتشاجر للسيطرة».

وعن دور الشباب والمغتربين، قال معوّض: «على الموارنة الذين هاجروا أن يحافظوا على الأمانة كما قال مار بولس "الويل لي إن لم أبشّر"». وأضاف: «كرّست رعيتنا توأمة مع رعية القديسة كلير في لوار وران الفرنسية. وقبل ذلك كنّا نزور الكنيسة في فرنسا. وتفاجأ المؤمنون الفرنسيّون بوجود مسيحيّين في الشرق». واختتم حديثه عبر «آسي مينا»: «بعد عشر سنوات، طلب منّا الفرنسيّون أنّ نبشّرهم، نحن مسيحيّي الشّرق».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته