ساكو في رسالة الصوم الكبير: لنرفع الصوت على مثال الأنبياء

البطريرك لويس روفائيل ساكو البطريرك لويس روفائيل ساكو | مصدر الصورة: الموقع الرسمي للبطريركيّة الكلدانيّة

أكّد بطريرك الكنيسة الكلدانيّة الكاردينال لويس روفائيل ساكو أنّ روحانيّة الاشتراك في السرّ الفصحيّ، وحدها القادرة على تغيير كلّ شيءٍ، برجاءٍ وثقة، وإنهاء الحروب وإحلال السلام. ودعا الكنيسة إلى رفع صوتها، على مثال الأنبياء، وألّا تكتفي بخطاب خجول أو دبلوماسيّ بل «تصنّف هذه الأفعال على أنها خطايا كبرى، وجرائم ضد الإنسانية».

وشدّد ساكو في رسالته الراعوية بمناسبة الصوم الكبير 2024 على أنّ «الفصح– العبور» محورٌ مركزيٌّ في إيماننا المسيحيّ، يطبع حياة المسيح ومسيرة المسيحيّ أيضًا. ونبّه ساكو إلى انجرار الإنسان، بحرّيته، إلى خياراتٍ غير سليمة، بعدما كان كلّ شيء في بداية الخليقة يسير بسلاسة نحو «الله».

وشرح أنّ الإنسان حينما أدار ظهره لخالقه، غلبته غرائزه وأهواؤه وطموحاته، فتصلَّب قلبه، ليقتل قايين أخاه هابيل «ومنذئذٍ لا يزال الشرّ مستمرًّا بجميع أشكاله».

ورأى ساكو المشهد اليوم أكثر تعقيدًا بل إنّ «الوضع يتحرك نحو الأسوأ خصوصًا في منطقتنا، بسبب تخلّي الناس عن القيم الإنسانيّة والدينيّة»؛ فاستشرت «العمليات الإرهابية وحروب مدمِّرة هنا وهناك، خصوصًا على أرض يسوع وأوكرانيا، وفق قاعدة: (إما نحكم وإما نقتل)».

واعتبر أنّ حلول زمن الصوم هذا العام «في هذا الوسط الهشّ» يعطي حياتنا أفقًا جديدًا، لتمييز الخير من الشرّ، واختيار ما يريده الله، باعتباره زمنًا لترميم الذات فيستعيد الإنسان صورته المخلوق عليها، على صورة الله ومثاله.

وتابع: «الصوم ليس عن الطعام فحسب، بل عن ارتكاب الخطيئة»، لذا يعدّه ساكو زمنًا قويًّا «للاعتراف بخطايانا البشعة والتخلّي عن العادات السيئة» وزمن تحوّلٍ وتوبةٍ ودعوة الى الدخول في العهد الجديد، فيملأنا الروح القدس ويغيّرنا من الداخل «فنعمل معًا بشجاعة لإشاعة ثقافة الحياة والأخوّة والسلام والعيش المشترك بوئام» ونطبّق وصيّة المحبة والرحمة التي فضّلها يسوع على الذبيحة.

وأشار إلى أهمّية السير مع المسيح بأمانة، فـبهذه الثقة والصلاة لن نخاف شرًّا «لأنك معي» وهذه هي جِدّة تعليم المسيح. و«ما أجمل أن يلتقي العهدان الجديد والقديم، على قرب الربّ منّا (الله معنا-عمانوئيل) فهذا أساس وجودنا، وهو الطريق إلى الخلاص».

وختم ساكو بالتشديد على الأصالة وإعطاء المثال الرائع في «الاهتداء ومعالجة التصرّف الشرير بشكل حاسم، قبل أن تحلّ الكارثة»؛ فعبر إصلاح علاقتنا مع الله والقريب نصل، على مثال المسيح، إلى النهاية المجيدة، فنعبر إلى القيامة والحياة والتجدّد والسلام، في عالمنا القابع في الظلام.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته