سنة على زلزال تركيا وسوريا... بطّاح لآسي مينا: الشعب اختنق

آثار الزلزال في مدينة حلب القديمة آثار الزلزال في مدينة حلب القديمة | مصدر الصورة: شادي مراد

تحلّ اليوم ذكرى مرور عام على زلزال تركيا وسوريا الذي خلّف عشرات آلاف الضحايا، عدا عن المصابين والمشرّدين، وملايين الأشخاص الذين ما زالوا يعانون آثار الصدمة النفسية. أمام تبعات الكارثة هذه، لم تتوانَ الكنيسة الكاثوليكية في سوريا عن بذل أقصى جهودها لمساندة المتضررين.

وفي حديث خاص إلى «آسي مينا»، أشار رئيس أساقفة دمشق للسريان الكاثوليك ورئيس لجنة خدمة المحبة المطران يوحنّا جهاد بطّاح إلى صعوبة الوضع في البلاد خصوصًا من الناحية اللوجستية.

العقوبات تحدّ المساعدات

شرح بطّاح أنّ «العقوبات الاقتصادية الغربيّة على سوريا تؤثر جدًّا على وصول المساعدات. فهناك أناس في الخارج يريدون مساعدتنا لكنّنا محاصرون».

وتابع: «في الواقع، الشعب هو من يتأثّر بحقّ. الشعب اختنق، ولم يعد هناك مبرر لهذا الحصار الجائر الذي يستهدف مقومات الحياة الأساسية لشعب بأكمله. ولكي تبدأ الأمور بالانفراج يجب رفع الحصار. للأسف، تشير التوقعات إلى أنّ الأزمة طويلة الأمد، فليست هناك بوادر حلّ قريبة كي ينتعش الناس مجددًا، وقد مرت عليهم الأعياد الأخيرة بصعوبة بالغة».

تركيز على المساعدات الطبّية

عن عمل لجنة خدمة المحبة المساهمة في مساعدة المنكوبين، أوضح بطّاح: «تأسست اللجنة قبل أشهر من حدوث الزلزال. وهدفها تنسيق العمل الإغاثي للمؤسسات الكنسية الكاثوليكية بشكل أساسي مثل رواكو وغيرها. وقد ركّزنا اهتمامنا على الناحية الطبية، إذ أقمنا مشروعًا العام الماضي ساهم في دفع أجزاء من تكاليف نحو 1500 عملية جراحية».

لجنة طوارئ لمساعدة المسيحيّين

أضاف بطّاح: «شكّلنا أخيرًا لجنة فرعية أكثر تنفيذية وهي لجنة طوارئ تتعاون فيها جميع الكنائس الكاثوليكية في سوريا، من أجل مساعدة جميع المسيحيين بمختلف طوائفهم خصوصًا في المحافظات المتضررة بسبب الزلزال كحلب واللاذقية وتومين في حماة. كما نحاول الوصول إلى إدلب».

وزاد: «نؤمّن للعائلات التي تضرّرت بيوتها مبالغ شهرية ليست قليلة كي تدفع إيجارات سكنها البديل ومستحقاتها المالية الأخرى. وقد توجّهنا إلى الأشدّ فقرًا في مختلف أنحاء سوريا. فلا يمكننا أن نكتشف عائلة تفتقد المأكل ونتركها لمصيرها».

دعم مستقبليّ أكثر إنسانيّةً

أردف بطّاح: «لدينا فكرة مستقبلية لتأمين فرص للعاطلين عن العمل وللمؤسسات التي تحتاج إلى يد عاملة، على أن ندفع نحن رواتب العمّال. وبذلك، يكون أسلوب دعمنا أكثر إنسانيةً فنعطيهم رواتب بدل المساعدات».

وفي ختام حديثه إلى «آسي مينا»، رأى بطّاح أنّ «الأمور في البلاد صعبة ومعقّدة بشكل غير مسبوق، خصوصًا الغلاء والرواتب القليلة. فالناس تعبوا وأُنهكوا. الأزمات عادةً مدتها قصيرة، لكنّها قد طالت لدينا وأتت متلاحقة؛ الحرب ثم جائحة كورونا وبعدها الزلزال فالغلاء. وما يحدث في الأراضي المقدّسة يؤثر علينا، لأنّنا على الحدود. نصلّي لهم ليحلّ السلام في هذه المنطقة الساخنة التي تؤثر على العالم بأسره».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته