الاعتدال وبناء الدولة على طاولةٍ لبنانيّة... الراعي: حيادنا وقفة ضمير

البطريرك المارونيّ الكاردينال بشارة بطرس الراعي البطريرك المارونيّ الكاردينال بشارة بطرس الراعي | مصدر الصورة: البطريركيّة المارونيّة/ railway fx-Shutterstock

مع استمرار شغور الرئاسة المسيحيّة الأولى في لبنان، عاد مفهوما الاعتدال وبناء الدولة إلى الواجهة. وفي ظلّ الجبهات المفتوحة وفي مقدّمها جبهة الحدود الجنوبيّة، طفا مفهوم الحياد على السطح من جديد. مفاهيم حضرت على طاولة «ندوة بيروت الدولية 2024: فكر الاعتدال وبناء الدولة» والتي سجّل فيها البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي حضورًا وموقفًا بارزَين. نظّم الندوة المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية والإعلام، واحتضنتها جامعة القديس يوسف-بيروت، لبنان بحضور حشد من الشخصيات الدينية والسياسية والاجتماعية.

قال الراعي في كلمته: «نقرأ في ميثاق الاعتدال أنّ اللبنانيّين المؤيّدين للاعتدال يجدون فيه السبيل لإنقاذ لبنان من محنه المصيريّة وأزماته، ويدعون إلى توحيد الجهود من أجل تعزيز سيادة الدولة اللبنانيّة على جميع أراضيها، ورفض أيّ تدخّل خارجيّ في الشؤون الداخليّة والخارجيّة مباشرةً أو بالواسطة؛ ومن أجل قيام دولة القانون والمؤسّسات وإجراء الإصلاحات البنيويّة».

وتابع: «في سبيل تحقيق هذا الهدف يشكّل الحياد الإيجابيّ الناشط عنصرًا أساسيًّا. فمن ناحية النظام السياسيّ، المجتمع اللبنانيّ قائم على التعدّديّة الدينيّة التي تشكّل غنى حضاريًّا وثقافيًّا له، لكنّها تحمل في الوقت نفسه وجهًا سلبيًّا هو التشرذم الداخليّ الذي زاد من خطورته قيام إسرائيل التي أعلنت عن نفسها دولةً دينيّة، وما رافق ذلك من مضاعفات الهجرة الفلسطينيّة إلى لبنان».

وأردف الراعي: «لا بدّ والحالة هذه من أن يعتمد لبنان مبدأ الحياد وعدم الدخول في سياسة المحاور الإقليميّة والدوليّة، "فلا يُحارِب ولا يُحارَب". ويلتزم الجميع بهذا المبدأ، وبروحيّة الميثاق الوطنيّ، وأسُس الحياة المشتركة، ويعملون على تطوير صيغة النظام السياسيّ من خلال تثبيت أسُس جمهوريّة مركزيّة مدنيّة حياديّة تضمن وحدة الوطن وسلامة أراضيه، وتكون نموذجًا ومثالًا يُحتذى به لرسالة حضاريّة في التلاقي والتفاعل بين مواطنيه متعدّدي الأديان على الضفّة الشرقيّة للمتوسّط».

وأكّد البطريرك الماروني أنّ «العودة إلى الحياد هي العلاج الأساسيّ لأمراض لبنان العديدة التي تحتاج إلى علاجات مركّبة تنال من مختلف الجراثيم. لكنّ الجرثومة الأساسيّة المسبّبة لحروب لبنان هي الانحياز العقائدي والنضاليّ والعسكريّ إلى الصراعات الخارجيّة. لذا نقول: اعتماد الحياد اللبناني هو وقفة ضمير تجاه الوطن».

وشدّد الراعي على أنّ «الحياد اللبنانيّ صيغة مفصّلة على قياس لبنان. ويدعو اللبنانيّن إلى التوفيق بين العقل والقلب، بين المصلحة الوطنيّة والأهواء الفئويّة، بين الأمن والحرّية، بين المشاركة والتورّط، بين الانحياز والتضامن». وكانت كلمات لرئيس جامعة القديس يوسف سليم دكاش وعدد من المشاركين.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته