«عبر البرّية، يقودنا الله إلى الحرّية»... ماذا تتضمّن رسالة البابا فرنسيس لزمن الصوم؟

البابا فرنسيس يترأّس قدّاس أربعاء الرماد في 22 فبراير/شباط 2023 ببازيليك القدّيسة سابيا-روما البابا فرنسيس يترأّس قدّاس أربعاء الرماد في 22 فبراير/شباط 2023 ببازيليك القدّيسة سابيا-روما | مصدر الصورة: فاتيكان ميديا

أعلن البابا فرنسيس في رسالته لصوم 2024، «عبر البرّية، يقودنا الله إلى الحرّية»، أنّ هذا الزمن هو للصلاة والإصغاء إلى كلمة الله واتّباع مثل السامري الصالح، وكي يصير أعداؤنا إخوتنا وأخواتنا. واعتبر أنّ التحرّر من الأصنام، أو الآلهة المختلفة عن الله، يعني العمل على مساعدة القريب.

شرح الأب الأقدس أنّ الله يقدّم الحريّة عبر الوحي، وهو ما فعله عندما أخرج شعب العهد القديم من أرض مصر. وأكّد أنّ الوصايا العشر التي أعطاها الربّ لشعبه تركّز على قوّة المحبّة المؤدِّبَة وهي دعوة إلى الحريّة.

وفسّر الحبر الأعظم أنّ كثيرًا ما يحمل شعب الله في داخله حنينًا إلى عبوديّة الماضي. وهذا ما يحصل، بحسب البابا، عندما ينقص الرجاء ونتوه في الحياة بـ«أرض مقفرة». وأعلن أنّ الصوم زمن نعمة تصبح فيه «الصحراء» مركز الحُبّ الأوّل. ففيه يُعلِّم الله شعبه كيفيّة الخروج من العبوديّة والانتقال من الموت إلى الحياة.

ودعا فرنسيس إلى الوعي بأنّنا اليوم أيضًا نعيش تحت نير «الفرعون»، كما قضى شعب العهد القديم أيّامه في أرض مصر. وسأل إن كنّا ننظر اليوم إلى مآسي إخوتنا وأخواتنا أم نتجاهلها. وسلّط الضوء على أنّ الله هو المبادر الأوّل لإنقاذ شعب العهد القديم من عبوديّة مصر، ولم يكن الشعب هو من طالب بذلك.

واعتبر الأب الأقدس أنّ وجود الفرعون في مصر حينها، كان يجعل شعب إسرائيل يشعر بأنّ العالم غير قابل للتغيير. وأردف: «أنرغب في عالم جديد؟». وأوضح أنّ الله لم يتعب من التعامل معنا وزمن الصوم هو للتوبة والحرّية.

واعتبر فرنسيس أنّ الله، على عكس الفرعون، لا يريد أتباعًا بل أبناء له. ونبّه إلى أنّ هناك أصنامًا أخطر من «الفرعون»، مثل المال وبعض المشاريع والأفكار والأهداف والمناصب وإحدى العادات ووجود بعض الأشخاص في حياتنا.

لذلك الصلاة والصدقة والصوم ليست أمورًا مختلفة عن بعضها، على حد قوله. وليست ثلاثة أمور مستقلّة بل هي سعي واحد إلى الانفتاح والتحرّر. فـعندها يستيقظ القلب المريض والمعزول من جديد . وشدّد على البُعد التأمّلي في زمن الصوم لأنّه يحمل لنا طاقات جديدة. وعندما يختلي القلب يستيقظ، على حد تعبيره.

وأشار الأب الأقدس، في الجزء الأخير من الرسالة، إلى أنّ العمل السينودسي الذي تعيشه الكنيسة، يفترض أن يصبح الصوم زمن القرارات الجماعيّة والخيارات الصغيرة والكبيرة. وشجّع على الاهتداء والسماح للإيمان والمحبّة بأن تقودا الرجاء.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته