القدّيس فيونس… بشَّرَ بكلمة الربّ قولًا وعملًا حتّى الاستشهاد

أيقونة جميع القدّيسين في بلوفديف، بلغاريا أيقونة جميع القدّيسين في بلوفديف، بلغاريا | مصدر الصورة: Steve Estvanik/Shutterstock

تحتفل الكنيسة المقدّسة بتذكار القديس الشهيد فيونس في 1 فبراير/شباط من كل عام. هو من بشَّرَ بكلمة الإنجيل بكلّ جرأة، حتى نال إكليل الشهادة حبًّا بالمسيح.

كان فيونس كاهنًا صالحًا في مدينة إزمير، أقصى غربي تركيا، فبشّر بكلمة الربّ، بالقول والعمل طوال حياته. كما حضّ المؤمنين على الثبات في إيمانهم وعدم الخوف والتسلّح بالصبر وتحمّل الآلام حبًّا بالمسيح.

وحين ذاع صيت فضائله من حوله، قبض عليه الجنود للمثول أمام حاكم تلك المدينة، الذي حاول إقناعه بمختلف الوسائل بأن ينكر إيمانه الحقّ، ويسجد للأوثان، لكنّه بقوّة المسيح أعلن وبكلّ جرأة تجذُّره بمسيحيّته.

وبعد تلك المحطّة، تابع هذا الكاهن الغيور رسالته في نشر العبادة الصحيحة، داعيًا الجميع إلى اعتناق الديانة المسيحيّة والتخلّي عن الضلال المتمثّل في عبادة الأوثان. عندئذٍ، غَضِبَ الحاكم من عمله، وأمر بوضعه في السجن مكبّلًا بالسلاسل الحديديّة.

وكان عدد المؤمنين السجناء معه خمسمئة، فبدأ فيونس يقوّيهم كي لا يخافوا وسط التجارب، وأخبرهم عن فرح الحياة الأبديّة المعدّ لهم، فنالوا بعد طريق الجلجثة إكليل النصر.

استدعى الوالي فيونس من السجن للمرّة الثانية، وكرَّرَ المحاولة معه، لعلّه يستسلم ويخضع له، فتنهار عزيمته ويكفر بالمسيح، ويسجد للأوثان. لكنّ فيونس لم يَخَفْ أبدًا، بل زاد تمسّكه بإيمانه القويم. وأمام تلك الشجاعة التي لا تُقهر، عَجِزَ الحاكم ولم يبقَ أمامه غير تعذيب فيونس بأحقر الوسائل، فسُمّرت يداه ورجلاه، ووُضِعَ فوق نار ملتهبة.

وعلى الرغم من تلك الآلام الشديدة، ظلّ فيونس يُسبِّحُ الله شاكرًا له. وأخيرًا استشهد في العام 167 معانقًا فرح الحياة الأبديّة، ومجاورًا الشهداء الأبطال الذين سبقوه إلى أحضان الآب السماويّ.

فيا ربّ، علّمنا كيف نشهد لإيماننا ومحبّتنا لك على مثال هذا القديس الشجاع الذي لم تفصله آلامه، عن محبّتك بل ترسّخ بها حتى الاستشهاد.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته