«في البدء كانت الكلمة»... والكلمة صارت لوحةً في دمشق

اللوحة التي احتضنها غاليري جورج كامل في دمشق اللوحة التي احتضنها غاليري جورج كامل في دمشق | مصدر الصور: إدوار شهدا

تحتفل الكنيسة اللاتينية في الأحد الثالث من شهر يناير/كانون الثاني والمصادف اليوم بـ«أحد كلمة الله». يومٌ يتزامن مع حدث فنّي يجسد في أحد جوانبه المعنى الحقيقي لهذا الاحتفال، متمثلًا في معرض الفنان التشكيلي المخضرم إدوار شهدا، بعنوان: «في البدء كانت الكلمة». ويستمرّ المعرض حتّى الساعة في استقبال زواره في غاليري جورج كامل بدمشق، سوريا.

وفي حديث خاص إلى وكالة «آسي مينا»، أوضح شهدا أنّ المعرض يتألف من لوحة وحيدة ضخمة ذات طابع بانورامي بأبعاد (7.40 × 2.90). تتضمّن ثلاثة مشاهد إعدام لثلاث شخصيات شرقية قُتلت بسبب الكلمة التي نطقت بها؛ وهذه الشخصيات هي: الحسين بن منصور الحلاج، وغيلان الدمشقي، ويسوع المسيح.

واعتبر شهدا أنّ هذه الشخصيات ترمز إلى كلّ من ذهب ضحيةً للكلمة على مر التاريخ، وأضاف:«الحلاج قتل بسبب دعوته إلى التوحد مع الكون والخالق، فعلقّوه مربوطًا وقطعوه إربًا. في حين أنّ غيلان، وهو قبطي، صُلب بسبب آرائه على باب كيسان في دمشق أيام الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك. أمّا المسيح فقد صُلب بسبب دعوته وآرائه، فهو لم يحمل سلاحًا وإنما كان يدعو إلى السلام».

وكشف شهدا أنّه كان مقرّرًا أن تحمل اللوحة اسم «الكلمة الموت» أي أنّ الكلمة تعادل الموت وتؤدي إليه، وهو عنوان استمدّه من مسرحية لصلاح عبد الصبور، لكنّه ارتأى في النهاية أن يكون العنوان مخفَّفًا ليصبح «في البدء كانت الكلمة».

وأوضح شهدا أنّ الصيغة الأساسية للعنوان يراها القارئ في افتتاحية إنجيل يوحنا «في البدء كان الكلمة»، وكلمة «الكلمة» هنا كناية عن المسيح. لكن مع إضافة تاء التأنيث إليها باتت تدلّ على معناها الحرفي الشائع.

وختم شهدا حديثه بالإشارة إلى وجود عملَين مضافيَن إلى اللوحة؛ «في الجزء الأيمن هناك عمل غلب عليه اللون الأسود ويتضمّن غرابًا ينعق، ويمثل سلطة القمع وأفعال الإرهاب. أما في أقصى يسار اللوحة فتخيّم الألوان الفاتحة وتدلّ على الفرح والأثر الذي تركه شهداء الكلمة حتى اليوم، وتصوّر التاريخ والناس العاديين المسالمين».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته