أسبوع الصلاة من أجل الوحدة… ما دعوة الكنيسة؟

لوحة تجسّد السامريّ الصالح لوحة تجسّد السامريّ الصالح | مصدر الصورة: Renata Sedmakova/Shutterstock

يُحيي المسيحيّون أسبوع الصلاة من أجل الوحدة في الكنيسة المقدّسة، بين 18 و25 يناير/كانون الثاني من كل عام، مؤكّدين أنّ محبّة المسيح التي توحّد المسيحيّين هي أقوى من جميع الانقسامات، وستنتصر في النهاية على كلّ عنف.

أطلَّ أسبوع الصلاة من أجل الوحدة بين المسيحيين في الكنيسة، حاملًا لهذا العام العنوان الآتي: «أحِبَّ الربّ إلٰهك… وأحبَّ قريبك مثلما تحبّ نفسك» (لوقا 10:27). وقد جرى اختيار هذا العنوان، بسبب ما يشهده العالم والشرق الأوسط من مظالم وحروب وصراعات وأزمات وانقسامات. لذا، يجب أن نَتَّحِدَ معًا في الصلاة والعمل بروح المحبّة المتبادَلة وسط هذه المحن التي تعصف بالعالم. ويجب أن نؤكِّد أنّ محبّة المسيح التي توحِّد جميع المسيحيّين، أقوى من مختلف الانقسامات وستنتصر في النهاية على كلّ عنف.

وتخلق وصية المسيح (لوقا 10:27)، التحدي الأكبر داخل كلّ إنسان، في عمله على محبّة الربّ، ومحبة قريبه مثل نفسه، فيبلغ بتجسيدها ذروة تفضيل الآخر على نفسه؛ وهو ما يتطلب تهذيبًا للذات وترويضًا للأنانية. وتحضّنا هذه الوصية على تأكيد التعاليم اليهوديّة التقليديّة: «فأحبُّوا الربّ إلهكم بكلّ قلوبكم وكلّ نفوسكم وكلّ قدرتكم» ( تثنية 6:5).

وتدعونا الكنيسة اليوم إلى أن نعيش محبّة القريب على مثال السامريّ الصالح (لوقا 10:30-35)، من دون التوقّف عند هوّيته الدينيّة أو العرقيّة أو الاجتماعيّة. وقد رأى كثيرون من الكتّاب المسيحيّين الأوائل، مثل يوحنا فم الذهب وأغسطينوس وغيرهما، مشروع الله الخلاصي للعالَم في مَثَلِ السامري الصالح. فقد أبصروا في هذا الشخص المسيح نفسه الذي أتى بدافع الشفقة، لمساعدة الرجل وهو على شفير الموت، ونقله إلى فندق آمن، فاعتبروه صورةً للكنيسة. أمّا وعد السامري بالرجوع، فاعتُبر إشارة إلى وعد الربّ بالعودة مرّة أخرى.

فيا ربّ، علّمنا كيفيّة الثبات على محبّة بعضنا بعضًا، كي نتجاوز مختلف التحدِّيات التي تُعيق طريق وحدتنا، فنسير معًا على مثال السامري الصالح وإلى الأبد.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته