القدّيس نيلوس… ما قصّته الملهمة مع ابنه في بَرّية سيناء؟

القديس نيلوس القديس نيلوس | مصدر الصورة: صفحة الرعيّة الأنطاكيّة الأرثوذكسيّة في فيسبوك

تحتفل الكنيسة المقدّسة بتذكار القديس نيلوس في تواريخ مختلفة، منها 15 يناير/كانون الثاني من كلّ عام. هو القديس الذي قرَّرَ مع زوجته التخلّي عن مجد الأرض واعتناق الحياة الرهبانيّة.

نشأ نيلوس وسط أسرة ثرية فاضلة في مدينة القسطنطينية. ربّته أسرته على حبّ التقوى والفضيلة، كما تفوَّق في مجال العلوم. وتزوَّجَ امرأة صالحة أنجبت له ابنًا وابنة. وقد ضحكت له أمجاد الدنيا، فارتقى في المناصب إلى أن تولّى منصب المفتش العام في مدينة القسطنطينية في عهد الملك ثيودوسيوس (379 -395). لكنه حين تأمّل في أباطيل هذا العالم احتقرها بكلّ كيانه، وقرّر مع زوجته التخلّي عن مجد الأرض واعتناق الحياة الرهبانيّة.

عندئذٍ، ذهبت زوجته مع ابنتهما إلى أحد الأديار في مصر، أمّا هو فتوجّه مع ابنه تاوذولوس إلى برِّية سيناء، فكانت حياتهما قاسية جدًّا. وقد حفر نيلوس بيديه وبالتعاون مع ابنه مغارة صغيرة كي يسكنا فيها، ومن ثمّ كان طعامهما الأعشاب المرّة في البرِّية. وهكذا أصبحت حياتهما مفعمة بالصلاة والتأمّل ودراسة الكتب المقدسة والعمل. وبعدها انكبّ نيلوس على تأليف الكتب في الحياة الرهبانية، وكتب رسائل عدّة إلى أساقفة وكهنة ونسَّاك وأُمَراء وَحُكَّام، يشرح لهم فيها معنى الحياة وجمال تحصين الذات بالفضائل الروحيّة.

وفي أحد الأيام، وقع ابنه في أَسر قبائل عربية باعوه في فلسطين، فاشتراه أسقف بلدة ألوزا وحرَّره، فاهتدى إليه أبوه بعدما بحث عنه طويلًا. حينئذ، فرح الأسقف وحاول إقناعه بالبقاء هو وابنه عنده، لكنه اعتذر، وعبّر عن رغبته بالرجوع إلى بَرِّية سيناء مع ابنه. فباركهما وتركهما يعودان إلى هناك بعدما وضع يده عليهما وصيّرهما كاهنين. وأخيرًا رقد نيلوس بعطر القداسة بين يدي ابنه في النصف الأوّل من القرن الخامس.

لِنُصَلِّ مع هذا القديس، كي نتعلّم على مثاله كيف نتخلّى عن مجد الأرض، ونحن نُردِّد معه: «لكي تتمكّن من الصلاة بلا ارتباك، اذهب وبِع كلّ ما لك وأعطه للمساكين ثمّ احمل صليبك وأنكر نفسك».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته