البابا فرنسيس يشجّع على التبادل الثقافيّ بين الكاثوليك والأرثوذكس

البابا فرنسيس البابا فرنسيس | مصدر الصورة: فاتيكان ميديا

شجّع البابا فرنسيس صباح اليوم التلامذة الأرثوذكس الدارسين في المعاهد الكاثوليكية في روما على مشاركة خبراتهم الروحية مع الآخرين. وتمنّى أن يكون مشروع دراساتهم نبوءة محبّة وبذرة وحدة لخير المسيحيين والعالم.

وكان الأب الأقدس ألقى صباحًا كلمة في القصر الرسولي الفاتيكاني أمام اللجنة الكاثوليكية للتعاون الثقافي مع الكنائس الأرثوذكسية والأرثوذكسية المشرقية، بمناسبة مرور 60 عامًا على انطلاقها. فرحّب بحضور اللجنة مع اقتراب أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين. 

وعبّر عن امتنانه للمتبرّعين المساهمين في استمرارية عمل اللجنة عبر تقديم منح دراسية في معاهد كاثوليكية إلى الأرثوذكس. ورأى أنّ ذلك يسهم في عمل نزيه يخدم جسد المسيح الواحد.

وشبّه هذا العمل بتلاميذ المسيح القادمين من خلفيّات مختلفة إنّما الملتئمين معًا باسم يسوع، والموَحَّدين بالمحبّة من خلال الروح القدس.

الدواء الشافي للـ«الفكر المقتضَب» 

التقى الأب الأقدس صباح اليوم أيضًا المشاركين في اللقاء الذي نظّمته «الجمعيّة الشابة المُحتَرِفة طونيولو»، وهي مؤسسة تتعاون مع دوائر الكرسي الرسولي وممثليها في مجال الأمم المتحدة منذ عشر سنوات وتحمل اسم الطوباوي جوزيبّي طونيولو. فاعتبر أنّ هذه الجمعيّة تقدّم خيرًا كبيرًا إلى مؤسسات الكرسي الرسولي. 

وشرح أنّ الحاضرين بالنسبة إليه، هم الدواء الشافي للـ«الفكر المُقتَضب». فهم يبحثون عن نظرة ترنو إلى النجوم وليس إلى تراب هذه الأرض. فـ«الفكر المُقتَضب»، بحسب رأيه، ينتشر في عالم اليوم: وهو فكر لا ينظر إلى السماء وإلى الأمام بل إلى اللحظة الحاضرة حصرًا ويعكس الرغبات الآنية ويتحرّك بحسب الغريزة، وهو مصنوع من العواطف. 

وفسّر أنّ هذا الفكر يقع أمام العالم المعاصر في التعميم وتبسيط الأمور وتجميل الواقع بحثًا عن المصالح الخاصة، بدل السعي إلى خير الآخرين. وثمّن العيش بحسب منطق العطاء المناقض للبحث الحصري عن الربح.

المشاركة والصلاة والإصغاء

ألقى الحبر الأعظم كلمة أيضًا أمام المشاركين في ندوة بعنوان «جامعة الإعلاميين في الكنيسة» المنظّمة من مجلس الأساقفة الفرنسيين. ويشارك في الندوة المسؤولون عن التواصل والإعلام في الأبرشيات والرهبانيات والمؤسسات والحركات الفرنسية الكاثوليكية المختلفة. 

فأشار إلى أنّ المشاركة والصلاة والإصغاء مهمّة من أجل إعادة اكتشاف الحقيقة والشهادة لها. وسلّط الضوء على أهمية التواصل عبر الإصغاء بالقلب والرؤية من خلاله، من دون تغليب الهوس بالتسلّط والنجاح. ونبّه إلى أنّ التواصل ليس الصراخ بشكل أعلى من الآخرين وتنظيم البروباغندا، فهو في بعض الأحيان الصمت وعدم الاختباء وراء شعارات. وختم شاكرًا الحاضرين على عملهم.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته