الكنيسة الكاثوليكيّة في حلب تعيد إلى الحياة علومًا شبه مندثرة

مخطوطات وكتب قديمة في كاتدرائيّة النبي إلياس المارونيّة عام 2013، حلب-سوريا مخطوطات وكتب قديمة في كاتدرائيّة النبي إلياس المارونيّة عام 2013، حلب-سوريا | مصدر الصورة: مكاريوس جبور

تسعى الكنيسة في حلب اليوم إلى مواصلة نفض غبار الحرب عنها والحفاظ على ما تبقى من دررها المعرفية. وآخر تجليات ذلك، تنظيم أبرشيّتَي الموارنة والروم الملكيين الكاثوليك في المدينة دورة بعلوم «المخطوطات» و«التوثيق والأرشفة» و«المكتبات».

افتتح الدورة رئيس أساقفة حلب للموارنة المطران يوسف طوبجي مساء أمس في دار المطرانية المارونية في حي العزيزية-حلب. وفي حديث خاص إلى «آسي مينا»، كشف مسؤول الدورة والمتخصص في علوم التاريخ والمخطوطات والتوثيق مكاريوس جبور عن ضياع قسم كبير من الكتب المخطوطة الكنسيّة أو أوّل كتب مطبوعة مع بداية الطباعة باللغة العربية في حلب. لكنّه أشار في المقابل إلى افتقاد سوريا الكوادر المتخصصة للتعامل مع ما تبقّى منها.

المطران يوسف طوبجي يفتتح دورة في علوم «المخطوطات» و«التوثيق والأرشفة» و«المكتبات». مصدر الصورة: مكاريوس جبور
المطران يوسف طوبجي يفتتح دورة في علوم «المخطوطات» و«التوثيق والأرشفة» و«المكتبات». مصدر الصورة: مكاريوس جبور

وأوضح جبور: «أمام هذا الواقع، وبعدما هدأت الأحوال في المدينة (إزاء الحرب)، بدأت المؤسسات الراغبة في إعادة هيكلة أرشيفها ومكتباتها اعتبارًا من العام 2018 بالتعاون معي. وذلك بهدف تدريب كوادرها لفترة من الزمن، تليها مرحلة مرافقة للتأكّد من سير آلية العمل بطريقة علمية صحيحة، واتّباع المناهج العالمية».

وتابع: «هكذا بدأ العمل سواء مع بطريركية السريان الأرثوذكس في معرة صيدنايا بريف دمشق أم مع مطرانيتها في حلب، ومع أبرشية حلب المارونية. وكذلك مع المؤسسات بما فيها بعض الجمعيات الخيرية العاملة على الأرض إبان الأزمة في سوريا، إذ كانت بحاجة إلى توثيق أعمالها».

وأضاف مسؤول الدورة: «مع كثرة الحاجة إلى هذا النوع من العمل وزيادة كميته وهو ما يفوق طاقتي، ولدت فكرة إقامة دورة غايتها تخريج كوادر تعمل في هذا القطاع. والدورة الحالية عبارة عن 60 لقاء مدة كلّ منها بين ساعة ونصف وساعتين».

وشرح جبّور أنّ «الجزء الأول من الدورة يُعرِّف بعلم المخطوطات وأهمّ أماكنها ومؤلّفيها، وكيفية فهرستها والحفاظ عليها. والثاني يُعرّف بعلم التوثيق وأسلوب التعامل مع الوثائق وترتيبها وتبويبها، وكيفية الاستفادة من مضمونها كي نعرف تاريخنا ونستطيع كتابته. أما الجزء الأخير، فهو خاص بالمكتبات، يُعلّم أسلوب التعامل معها وإعادة فهرستها وما إلى هنالك، كما يسلّط الضوء على تاريخ الطباعة في الشرق والغرب».

وفي ختام حديثه، أشار جبور إلى أنّ «عدد المشتركين بلغ 25 شخصًا، وهو إقبال جيّد في ظل الظروف الصعبة للمدينة. فمنهم أرسلتهم بعض الطوائف كالروم والسريان الأرثوذكس واللاتين، ومنهم اشترك بشكل فردي. والشهادة التي سيحصل عليها المشاركون من الأبرشيّتين المنظّمتين للحدث ستساعدهم في إيجاد فرص عمل، وإكمال مستويات تعليمية معمَّقة، نفكر جديًّا بافتتاحها مستقبلًا».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته