ساكو يدعو إلى تشكيل خليّة أزمة للحفاظ على مسيحيّي العراق

البطريرك الكلداني الكاردينال لويس روفائيل ساكو البطريرك الكلداني الكاردينال لويس روفائيل ساكو | مصدر الصورة: آسي مينا

دعا البطريرك الكلداني الكاردينال لويس روفائيل ساكو الأحزاب المسيحية والكنائس العراقية إلى الاتحاد كحلٍّ أمثل لتجنّب فراغ البلد من مسيحييه «مكوِّنه الأصيل ورائد حضارته العريقة».

وتوقّع ساكو في مقال نشره موقع البطريركيّة الكلدانية أن يؤدي السفير البابوي في العراق دورًا إيجابيًا في جمع الكنائس. واستدرك أنّ السفير «بسبب جهله العقلية الشرقية وثقافة البلد بقي مترنّحًا بين وظيفتَيه الكنسية والدبلوماسية».

وعدّ البطريرك أنّ هناك ثلاثة أقسام من الأساقفة في العراق: قسم «لا يفكر، ولا يحلل، ولا يتحرك، الشغلة لا تعنيهم، وكأنّ كل شيء "ماشٍ"»؛ وقسم «خانع، أعمى المال بصيرته أو مساوم يراقب التطوّرات»؛ وقسم مكوّن من «علامات مضيئة، وشخصيات قوية، ورعاة شجعان»، متمنّيًا أن يشكّل هذا الفريق مع الكنيسة الكلدانية «خلية أزمة» لمواجهة التحديات والحفاظ على من تبقّى من المسيحيين.

المسيحيّون خائفون ومتألّمون

أضاف ساكو أنّ اعتماد مفاهيم مزدوجة للديمقراطية والحرية والدستور والقانون والمواطنة أدّى إلى إضعاف أداء مؤسسات الدولة العراقية. كما سبّب تراجع القيم الأخلاقيّة والوطنية وتدهور الخدمات وتفشي الفساد.

وأوضح البطريرك أنّ المسيحيين متألِّمون وخائفون. واستعرض معاناتهم بعد سقوط النظام وصولًا إلى تهجيرهم قسرًا من قبل تنظيم «داعش». وشكر الكاردينال استقبال حكومة إقليم كردستان المسيحيين، وأثنى على رعاية الكنيسة لهم في خلال التهجير، وإعادة تعميرها بيوتهم بعد التحرير. ونبّه إلى أنّ الحكومة المركزية العراقية لم تضطلع بمسؤوليّاتها تجاههم، واعتبرها «غير جادّة» في إنصافهم.

غياب الإنصاف يزيد الهجرة

سأل ساكو عن نتائج التحقيق في جرائم عدّة، لا سيّما فاجعة حريق بغديدا. وأكّد أنّ غياب الإنصاف جدّد نزيف الهجرة ليضيف إلى أكثر من مليون مهاجر مسيحي «100 عائلة من قره قوش (بغديدا)» وعشرات العائلات من مدن إقليم كردستان «بسبب القلق من المستقبل وعدم صرف رواتبهم منذ أشهر».

ووصف ساكو الأحزاب المسيحيّة بالمنقسمة والباحثة عن السلطة والمال. واعتبر أنّ «حركة بابليّون» قد «خطفت الكوتا بالمال والترهيب». واستغرب صمت الحكومة المركزية إزاء ما سمّاه «أكاذيب جيوش بابليون الإلكترونية».

الحاجة إلى حلفاء

أشار ساكو إلى مساعي الكنيسة الكلدانيّة لإقامة علاقات طيبة مع المرجعيات الدينيّة والمسؤولين الحكوميين. لكنّها لم تفلح في «مبادراتها الصادقة» لتوحيد موقف الكنائس بسبب «عدم قدرة بعض رجال الدين على اتخاذ قرار موحَّد، واستغلال حركة بابلیون لبعض الأساقفة من خلال إيقاعهم بفخ المال والسلطة والوعد بالقیادة».

ونبّه إلى حاجة المسيحيين إلى حلفاء حقيقيين وصادقين في الداخل والخارج. وذلك من أجل المطالبة بحقوقهم في الإعلام والمحافل الدولية. وأشار، في ختام مقالته، إلى تطلّع العراقيين بجميع أطيافهم للمصالحة الوطنية الحقيقية وبناء دولة مدنية قوية تديرها الكفاءات فـ«العراقيون والمسيحيون يستحقون الأفضل».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته