البعثة البابويّة تتحرّك في غزة… كيف تدعم المسيحيّين المتضرّرين؟

مدرسة راهبات الورديّة في غزة بعد تعرّضها للتدمير مدرسة راهبات الورديّة في غزة بعد تعرّضها للتدمير | مصدر الصورة: البعثة البابويّة

في العام 1949، أوعز البابا بيوس الثاني عشر بتأسيس البعثة البابوية لفلسطين، وهي وكالة خاصة للإغاثة والتنمية في الشرق الأوسط، بهدف تقديم المساعدة الإنسانية والروحية للشعب الفلسطيني المتألّم بعد حرب العام 1948. ومنذ ذلك الحين، تواصل البعثة مهمتها في دعم الجماعة المسيحية والمجتمعات المحتاجة الأخرى في الأراضي المقدّسة، بالتعاون مع الكنائس المحلية والمؤسسات الكاثوليكية والمنظمات الدولية.

ومع اندلاع الحرب الأخيرة في غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023، ووسط الوضع الكارثي، كانت البعثة البابوية من بين أولى المؤسسات التي قدمت المساعدات الطارئة للمتضررين، وبخاصة العائلات المسيحية التي لجأت إلى الكنائس للحماية.

وفي هذا الإطار، يقول جوزيف حزبون، المدير الإقليمي للبعثة البابوية في القدس عبر «آسي مينا»: «تواصلنا مع شركائنا في غزة للاطمئنان إليهم. وتبيّن أنّ معظم العائلات المسيحية لجأت إلى الكنيسة الأرثوذكسية (نحو 430 شخصًا) وكنيسة العائلة المقدسة للاتين (نحو 570 شخصًا)، وذلك بسبب القصف الذي طال أيضًا أحياء يسكنها المسيحيون».

وأشار حزبون إلى أنّ «الأولوية كانت منذ اللحظة الأولى توفير أطنان من المياه المعدنية بسبب عدم وجود مياه صالحة للشرب، ومواد تموينية تكفي لقرابة 900 شخص لجأوا إلى الكنيسة من دون سابق إنذار. وكنا  بحاجة إلى مؤسسة تضمن توفير المال اللازم وتحمّل المسؤولية، إذ لم يكن في حوزتنا دولار واحد للمساعدات الطارئة».

وتابع: «لإدراكنا خطورة الوضع وما سينجم عنه، أعطينا شركاءنا الضوء الأخضر من أجل شراء ما يلزم من طعام وماء، بالإضافة إلى شراء مضخة وخزانات للمياه لاستخدام مياه البئر، وأجهزة إطفاء في حال شبوب حريق، وأدوية لكبار السنّ وغيرها من الاحتياجات الضرورية؛ بالإضافة إلى توفير طعام وماء لنحو ثلاثة آلاف شخص لجأوا إلى المركز الثقافي الأرثوذكسي ونحو 500 شخص لجأوا إلى جمعية الشبان المسيحية».

وأكّد حزبون أنّ «قرار توفير الماء والغذاء ساهم في إنقاذ حياة الجماعة المسيحية بالمعنى الحرفي، إذ تولّينا إعداد تقييم للوضع وشاركناه مع مكاتبنا الرئيسة في نيويورك ولائحة شركائنا الأوروبيين. وقد عملت مكاتبنا في نيويورك وكندا وشركاء آخرون على تأمين الدعم الأوّلي اللازم، لتوفير كلّ ما تحتاج إليه الكنيستان طوال ثلاثة أسابيع».

جوزيف حزبون، المدير الإقليميّ للبعثة البابويّة في القدس. مصدر الصورة: البعثة البابويّة
جوزيف حزبون، المدير الإقليميّ للبعثة البابويّة في القدس. مصدر الصورة: البعثة البابويّة

وعن الصعوبات التي واجهتها البعثة في خلال استجابتها لاحتياجات المسيحيين في غزة، قال حزبون: «واجهنا صعوبة بعد ثلاثة أسابيع من بدء الحرب بسبب شحّ المواد التموينية ومنع وصول أي إمدادات إلى شمال قطاع غزة، وهي منطقة وجود جميع المسيحيين والكنيستَين، وقد خاطر الشباب بحياتهم للخروج والبحث عن الأدوية والمواد التموينية».

وختم المدير الإقليمي للبعثة مشيرًا إلى أنّ «أشد الصعوبات كانت مطلع الشهر الثالث، مع انقطاع الاتصالات والإنترنت، حيث بات من الصعب جدًّا التواصل مع شركائنا لمعرفة أوضاعهم، والاستجابة لاحتياجاتهم».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته