البابا فرنسيس: احملوا إلى الجميع نور المسيح

البابا فرنسيس يترأّس القدّاس الإلهيّ في عيد ظهور الربّ يسوع في بازيليك القدّيس بطرس-الفاتيكان البابا فرنسيس يترأّس القدّاس الإلهيّ في عيد ظهور الربّ يسوع في بازيليك القدّيس بطرس-الفاتيكان | مصدر الصورة: إليزابيث ألفا/آسي مينا

شدّد البابا فرنسيس، صباح اليوم في القداس الإلهي في عيد ظهور الربّ يسوع، في بازيليك القديس بطرس الفاتيكانيّة، على أهمّية شجاعة البحث عن الله. وطلب من المؤمنين أن يكونوا أصحاب رجاء وأحلام جريئة وأن يحملوا إلى الجميع نور المسيح الذي ينير كلّ إنسان.

وتناول فرنسيس رمزيّة رحلة المجوس. وأظهر أنّها مثال لجميع الشعوب التي تسعى إلى العثور على الله. وذكر أنّ عيون المجوس موجّهة نحو السماء ولا يعيشون وهم ينظرون إلى أطراف أصابعهم، منغلقين على أنفسهم، بل يرفعون رؤوسهم وينتظرون نورًا يضيء معنى حياتهم أو خلاصًا يأتي من الأعلى.

واعتبر الأب الأقدس أنّ هذا هو المفتاح الذي يفتح المعنى الحقيقي لوجودنا: «إذا عشنا محصورين في حدود الأمور الأرضيّة، إذا سرنا ورؤوسنا منحنية… إذا كنّا جائعين للراحة الدنيويّة بدلًا من البحث عن النور والحبّ، فستنطفئ حياتنا. المجوس، على الرغم من كونهم غرباء ولم يلتقوا يسوع بعد، يعلّموننا أن نرفع نظرنا، ونتّجه به نحو السماء، أن نرفع أعيننا نحو الجبال حيث يأتينا العون، لأنّ معونتنا تأتي من الربّ».

وأضاف أنّ لدى المجوس أيضًا أقدامًا تسير على الأرض. والنجمة التي تتألق في السماء تقودهم إلى سلك دروب الأرض؛ فبينما يرفعون رؤوسهم نحو الأعالي، يُدفعون للنزول إلى الأسفل؛ وفي بحثهم عن الله يُوجَّهون للعثور عليه في الإنسان وفي طفل يرقد في مذود.

وشرح الحبر الأعظم أنّ النور الذي يضيء حياتنا، الربّ يسوع، ليس مُعطًى لنا فحسب لنجد العزاء في ليالينا، بل لنفتح شقوق النور في الظلمات الكثيفة التي تغلّف كثيرًا من الأوضاع الاجتماعيّة. والله الذي يأتي لزيارتنا لا نجده بالبقاء ثابتين في بعض النظريات الدينيّة الجميلة، بل في السير والبحث عن علامات حضوره في واقع كلّ يوم. ثمّ أشار إلى أهمّية السجود مثل المجوس الذين عندما رأوا الطفل، «انحنوا وسجدوا له».

صلاة التبشير الملائكيّ

شجّع البابا فرنسيس، قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي، على النظر إلى الأطفال الذين يذكّروننا بيسوع وبثقتهم وصراحتهم ودهشتهم وقدرتهم على البكاء والضحك بعفوية. وذكر أنّ الله مثل الطفل: مليء بالثقة وبسيط ومحبّ للحياة وصار جسدًا وشاركنا في سرّ الحياة، المليء بالدموع والابتسامات. 

ثم دعا فرنسيس إلى التوقّف للتحدّث واللعب والضحك مع الأطفال بصبر. وطلب الاستماع إلى ما يقوله الأطفال وما يقوله الله من خلالهم. واعتبر أنّ بالوقوف أمام الطفل يسوع وبرفقة الأطفال، نتعلّم الدهشة ونعود أبسط وأفضل، مثل المجوس.

وبعد تلاوة صلاة التبشير الملائكي، دعا الأب الأقدس إلى المضي قدمًا على طريق وحدة المسيحيين: «لنصلِّ معًا، لنمشِ معًا، لنعمل معًا». وطلب الصلاة من أجل السلام في الشرق الأوسط، وفي إسرائيل وفلسطين، وفي أوكرانيا وجميع أنحاء العالم... كما أعرب عن تضامنه مع الشعب الإيراني وضحايا التفجيرَين الأخيرَين.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته