تذكار اعتماد يسوع… «هذا هو ابني الحبيب الذي به سُرِرْت»

لوحة جداريّة للفنّان فريتز كونز تجسّد معموديّة يسوع المسيح في إحدى كنائس زيورخ، سويسرا لوحة جداريّة للفنّان فريتز كونز تجسّد معموديّة يسوع المسيح في إحدى كنائس زيورخ، سويسرا | مصدر الصورة: Renata Sedmakova/Shutterstock

تحتفل الكنيسة الكاثوليكيّة بتذكار اعتماد الربّ يسوع في نهر الأردن في تواريخ مختلفة منها 6 يناير/كانون الثاني من كلّ عام. فيُشكّل هذا الحدث المبارك، نقطة الانطلاق في حياة الربّ يسوع العلنيّة والخلاصيّة.

يطلَق على عيد اعتماد الربّ يسوع أيضًا اسم عيد الظهور أي ظهور الربّ للعالم، ويُسمّى باليونانيّة «إبّيفانيا» وبالسريانيّة «دنحو». فقد ظهر يوحنا المعمدان في البرّية يدعو الناس إلى معمودية التوبة لتُغفر خطاياهم. وكانوا يخرجون إليه من بلاد اليهودية وأورشليم فيعمّدهم في نهر الأردن، معترفين بخطاياهم، وهم يتساءلون حوله: «هل هو المسيح أي المخلص المنتظر»؟ فأجابهم يوحنا: «أنا أعمّدكم بالماء، ولكن يأتي من هو أقوى منّي، من لست أهلًا لأن أفكّ رباط حذائه. إنّه سيعمّدكم بالروح القدس والنار» (لو 3: 15-16).

فانطلق يسوع في الثلاثين من عمره، مُعلنًا بدء رسالته العلنية من أجل الكشف عن هويّته أي أنّه المسيح، ابن الله الحي المُرسل إلى العالم ليُخلّصه، فترك الناصرة وتوجّه إلى نهر الأردن، وهناك اعتمد على يد القديس يوحنا المعمدان: «لمّا اعتمد يسوع، صعد للوقت من الماء، وإذا السماوات قد انفتحت، فرأى روح الله نازلًا مثل حمامة وآتيًا عليه، وصوت من السماوات قائلًا: هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت» (مت 3: 16-17).

وقد شهد يوحنا المعمدان لذلك الحدث العظيم، قائلًا: «رأيت الروح ينزل من السماء كأنّه حمامة، فيستقرّ عليه. وأنا لم أكن أعرفه، لكنّ الذي أرسلني أعمّد في الماء قال لي: إنّ الذي ترى الروح ينزل فيستقرّ عليه هو ذاك الذي يعمّد بالروح القدس. وأنا رأيت وشهدت أنّه هو ابن الله» (يو 1: 32-34). اعتمد يسوع لمغفرة الخطايا، على الرغم من أنّه الوحيد في هذا العالم الذي لم يقترف ذنبًا، إلّا أنّه أراد من خلال عماده أن يؤسّس سرّ المعمودّية، فينال الإنسان عبره نعمة التبنّي (غلا 4: 5) و (أف 1: 5).

يا ربّ، في تذكار اعتمادك المجيد، جدِّدْنَا بروحِك القدّوس الذي يطّهِّر عمق نفوسنا ويجعل منها هياكلَ مقدّسة وأنغامًا حيّة تُسَبّحُك إلى الأبد ومن دون انقطاع.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته