البابا غايوس... صاحب المشاريع الخيريّة والمكافح في سبيل الإيمان

رسم يُظهر البابا غايوس رسم يُظهر البابا غايوس | مصدر الصورة: Public Domain

تحتفل الكنيسة الكاثوليكيّة بتذكار القديس البابا غايوس في تواريخ مختلفة منها 4 يناير/كانون الثاني من كلّ عام. هو من تميّز بإيمانه القويم وقلبه النقي المشتعل حبًّا بالمسيح، كما اهتمّ بالمحتاجين وجعل المشاريع الخيرية في صلب رسالته البابويّة.

انْتُخِبَ غايوس حبرًا أعظم في 17 ديسمبر/كانون الأوّل عام 283. أدارَ الكنيسة طوال اثني عشر عامًا، فحصّن ذاته بالفضائل الروحيّة. اعترضت طريقه صعوبات كثيرة لم تثنه عن مسيرة تميّزت بالدفاع عن كلمة المسيح. استحقّ أن يكون بين عظماء الأحبار في قلب الكنيسة المقدّسة.

كان من أنسباء الملك ديوكلتيانوس الظالم الذي سفك دماء آلاف المسيحيين الأبرياء. وفي مطلع حبريّته، ظلّ اضطهاد المسيحيين مسيطرًا لنحو سنتين. فتوارى عن الأنظار طوال تلك المرحلة في دياميس روما، أي سراديب الموتى الرومانية، حتى ساد السلام وهدأت الأحوال. ومن ثمّ عاد لمتابعة عمله في إدارة شؤون الكنيسة والكفاح في سبيلها.

من أبرز مواقفه إصدار أمرٍ منع فيه العلمانيين من استدعاء الإكليروس إلى المحاكمة. ولم يسمح بأيّ دعوى موجّهة من وثنيّ ضدّ مسيحي.

دافع غايوس بكلّ شجاعة عن الإيمان القويم، وحضّ المسيحيين باستمرار على التجذّر في كلمة الربّ والشهادة للحقّ من دون خوف. كما اهتمّ بلا ملل بمساعدة المحتاجين والمتألّمين، وجعل دعم المشاريع الخيريّة في صلب رسالته البابويّة. أخيرًا، وبعد حياة مكلَّلة بالجهاد الحقّ، استشهد حبًّا بالمسيح، فتوِّج بإكليل المجد في أواخر القرن الثالث.

لِنُصَلِّ في تذكار هذا البابا القديس، كي نتعلّم على مثاله كيف نشتعل حبًّا بالمسيح، ونسعى باستمرار في سبيل الكفاح من أجل إيماننا القويم ومن دون خوف حتى الرمق الأخير.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته