البابا فرنسيس: لتسليم العام الجديد إلى والدة الإله

البابا فرنسيس يترأّس قدّاسًا في بازيليك القدّيس بطرس الفاتيكانيّة بمناسبة تذكار والدة الإله البابا فرنسيس يترأّس قدّاسًا في بازيليك القدّيس بطرس الفاتيكانيّة بمناسبة تذكار والدة الإله | مصدر الصورة: فاتيكان ميديا

حضّ البابا فرنسيس، في اليوم الأوّل من العام 2024، الكاثوليك في جميع أنحاء العالم على تكريس عامهم الجديد للعذراء.

وقال الأب الأقدس في عظة ضمن ذبيحة إلهية لمناسبة تذكار العذراء مريم والدة الإله في بازيليك القديس بطرس الفاتيكانية: «مريم العذراء على دراية باحتياجاتنا وهي تتشفع لنا دائمًا كي "تفيض النعمة في حياتنا"». ودعا المؤمنين إلى تسليم ذواتهم لها، فتقودهم جميعًا إلى يسوع المسيح. وأضاف: «لكلّ إنسان عيوب، وأوقات وحدة، وفراغ داخلي. فمن يقدر إذًا على ملء هذا النقص غير "مريم أُمّ الملء"؟».

وتأمّل الحبر الأعظم في دور مريم الحيوي. فبما أنّ مريم كانت «الوسيلة المختارة من الله» لتجسّد يسوع على هذه الأرض، شدّد فرنسيس على أهميّة استدعاء شفاعتها مع بداية العام الجديد.

وأوضح أنّ «كلمات "مريم والدة الإله" تعبّر عن يقيننا بأنّ الرب، أي الطفل الصغير بين ذراعَي أمّه، قد وحّد لاهوته بناسوتنا إلى الأبد». وسلّط الضوء على شفاعة مريم المتواصلة لنيل مواهب الروح القدس كما جرى في العنصرة. فأمومة العذراء تقرّب حنان الله الأبوي من الجميع، على حد تعبيره.

وتابع الأب الأقدس: «تقودنا مريم إلى البداية وجوهر الإيمان. فبعيدًا عن النظريّة أو الفريضة، إنّها هدية كبرى لنا، نحن أبناء الله وبناته وبيوت قربان حبّه». وشدد الحبر الأعظم على أنّ «استقبال مريم في حياتنا لا يكون عبر التكريم فحسب، بل هو فريضة من فروض الإيمان». واقتبس الأب الأقدس من قول القديس بولس السادس في إحدى عظاته عام 1970: «أن تكون مسيحيًّا يعني أن تكون مريميًّا».

وأكّد فرنسيس أنّ مريم تساعد الكنيسة على «استعادة وجهها الأنثوي». وشجّع المؤمنين على التماس شفاعة مريم وطلب مساعدتها باستمرار مفسّرًا: «لنلجأ إليها كلّما دنت التجربة منّا وحضّتنا على الانعزال». 

واختتم الأب الأقدس عظته بصلاة متمنّيًا أن يكون العام 2024 مليئًا بـ«حنان مريم الأمومي». ومن ثمّ، دعا المجتمعين في بازيليك القديس بطرس إلى تسبيحها بالهتاف «يا قديسة مريم، يا والدة الإله!».

يُذكر أنّ لقب «والدة الإله» قد أُطْلِقَ على الكلّية الطوبى للمرة الأولى في مجمع أفسس عام 431 تأكيدًا لألوهية المسيح. ويُذكر أنّ البابا فرنسيس قد أصرّ في اجتماع عُقِدَ يوم 30 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي مع أعضاء اللجنة اللاهوتية الدولية، على الحاجة إلى زيادة عدد النساء في العمل اللاهوتي.

تُرجِمَ هذا المقال عن وكالة الأنباء الكاثوليكية، شريك إخباري لـ«آسي مينا» باللغة الإنجليزية، ونُشِر هنا بتصرّف.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته