أزمات الشرق الأوسط في صلب كلمة البابا فرنسيس الميلاديّة

البابا فرنسيس يمنح مدينة روما والعالم بركته في عيد الميلاد البابا فرنسيس يمنح مدينة روما والعالم بركته في عيد الميلاد | مصدر الصورة: إليزابيت ألفا-EWTN

«ولد المسيح من أجلك!»… بهذه الكلمات الملهمة دعا البابا فرنسيس، في رسالته لعيد الميلاد اليوم، الجميع إلى الشعور بالفرح والتفاؤل. وأكّد بعد منحه مدينة روما والعالم بركته، أنّ الله يمدّ يده للبشريّة، لا للتوبيخ أو اللوم، بل لتقديم العون والمحبّة.

في هذا السياق، ذكّر الأب الأقدس بكلمات الملاك في سماء بيت لحم، وهي موجّهة أيضًا إلينا: ولد لكم مخلّص، هو المسيح الربّ. وأضاف: «ها هي الفرحة التي تعزّي القلب، تجدّد الأمل وتهب السلام... إنّها فرحة الروح القدس، فرحة كوننا أبناء محبوبين».

وتطرّق الحبر الأعظم إلى الصراعات الدوليّة، وخصّ إسرائيل وفلسطين بالذكر قائلًا: «أعانق الجميع، وبشكل خاصّ الجماعات المسيحيّة في غزة وفي جميع الأراضي المقدّسة. أحمل في قلبي ألم ضحايا الهجوم الشنيع في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي وأجدّد نداءً ملحًّا للإفراج عن كلّ الذين يُحتجزون كرهائن. أتوسّل بأن تتوقّف العمليات العسكريّة... لا ينبغي أن تستمر تغذية العنف والكراهية، بل يجب أن يبدأ حلّ القضية الفلسطينيّة، من خلال حوار صادق ومثابر بين الأطراف، مدعومًا بإرادة سياسيّة قويّة وبدعم من المجتمع الدولي».

ولم يغفل فرنسيس الإشارة إلى الأزمات في سوريا واليمن، معربًا عن قلقه تجاه الأوضاع الإنسانيّة المتدهورة هناك. وتابع: «أفكّر في الشعب اللبناني العزيز وأصلّي كي يجد قريبًا الاستقرار السياسي والاجتماعي».

كما رفع البابا دعاءه من أجل السلام في أوكرانيا، وبين أرمينيا وأذربيجان. وذكّر المؤمنين بالأزمات في مناطق مثل الساحل والقرن الأفريقي.

وأردف: «يطلب منّا الطفل يسوع أن نكون صوتًا لمن لا صوت لهم: صوت الأبرياء الذين يموتون بسبب نقص الماء والخبز؛ صوت من لا يستطيعون إيجاد عمل أو فقدوه؛ صوت من يضطرون للفرار من أوطانهم بحثًا عن مستقبل أفضل، معرِّضين حياتهم للخطر في رحلات شاقّة وفي قبضة مهربين بلا ضمير».

قدّاس ليلة عيد الميلاد

ترأّس البابا فرنسيس قدّاس ليلة عيد الميلاد في بازيليك القديس بطرس-الفاتيكان أمس. ودعا إلى التأمّل في مشهد الميلاد، في المغارة والمزود، لنرى فيهما "العلامة" -كما تصفها الملائكة- لوجه الله الذي يجسّد الرحمة والشفقة، قادرًا على كلّ شيء بالحبّ وحده. يقرّب الله نفسه إلينا بالرحمة والرأفة، مجسّدًا حضوره الدافئ في حياتنا.

البابا فرنسيس يترأّس قدّاس ليلة عيد الميلاد أمس في بازيليك القدّيس بطرس-الفاتيكان. مصدر الصورة: فاتيكان ميديا
البابا فرنسيس يترأّس قدّاس ليلة عيد الميلاد أمس في بازيليك القدّيس بطرس-الفاتيكان. مصدر الصورة: فاتيكان ميديا

كما دعا إلى أن ننظر إلى الله الحيّ والحقيقي الذي يتجاوز كلّ حساب بشري والذي يمحو الخطيئة بتحمّلها، والذي لا يزيل الألم بل يحوّله، ولا ينزع المشكلات من حياتنا بل يعطي حياتنا أملًا أكبر من المشكلات. وشدّد على أنّ الميلاد ليس مزيجًا من المشاعر الحلوة والراحة الدنيوية، بل هو رقة الله غير المسموعة التي تخلّص العالم بتجسده.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته