رسالةٌ إلى كلّ مسيحيٍّ هنا...

الوجع المسيحيّ المشرقيّ في صورة الوجع المسيحيّ المشرقيّ في صورة | مصدر الصورة: موقع مانگيش نت

إلى كلّ مسيحيٍّ يعانقُ فرحَ البقاء في شرقٍ حزين.

إلى كلّ كنيسةٍ تصنعُ من إيمان ناسها مذبحًا لا تهدّه قذيفةٌ ولا يدنّسه غريب.

إلى كلّ جرسٍ لم يختنق بعد.

إلى كلّ حنجرةٍ ما زالت ترنّم بلا خوفٍ، في كلّ مطرحٍ، في كلّ ناصية. في الضوء كما في العتمة.

إلى كلّ خادمٍ أمين يتعامل مع كنيسته المتعافية كأنّها متألّمة، ومع كنيسته المتألّمة كأنّها متعافية.

إلى كلّ حجرٍ أثريٍّ يشهد على دعسات مسيحيّة، على صلابة الأوائل، على حكمة البناة، على سواعدِ الباقين.

إلى كلّ بيتٍ جعل للرجاء سريرًا كي لا ينام الحزن وحيدًا في غرفٍ معتمة، يضيئها صليبٌ وصورةٌ وأيقونة.

إلى كلّ عينٍ تمسح دمعًا عن مسبحةٍ لا تفارق الأعناق.

إلى كلّ يدٍ ترسمُ صليبًا على الجبين بلا استحياء.

إلى كلّ مسيحيّ يتلبّس السعادة في أوطانٍ بائسة. يُقنِع نفسه بها كي يبقى. يُقنِع من حوله بها كي يبقوا.

إلى كلِّ مسيحيٍّ، وإن رحل، ما بارح قلبه هنا يُدفئ صقيع المطارح. في حقيبته كمشة ذكريات وحنين.

إلى كلٍّ مسيحيٍّ يخطُّ ملامح عيدٍ آتٍ لا محال. يزرعُ ولادةً جديدةً في غير مكان، في غير لحظة.

باختصار، إلى كلّ مسيحيٍّ في كلّ شبرٍ هنا.

إلى مسيحيّي أراضينا المقدّسة، مهد الفرح والوجع. فرح الولادة المخنوق بوجع الصَّلب المتمولدِ بنور القيامة.

إلى مسيحيّي عراقنا المُشبَعة ذاكرتُه البعيدة بدمارٍ وتهجير، وذاكرتُه القريبة بحريقِ أجسادٍ وقلوب.

إلى مسيحيّي لبناننا، أرضِ القداسة التي اختبرت جميع أنواع الألم، فلا هو شبع منها ولا هي شبعت منه.

إلى مسيحيّي سوريانا حيث الأنينُ موسيقى تُعزَف في كلّ بيت. آلة حربٍ لم تصدأ وغضبُ طبيعةٍ يحفر الجرح.

المزيد

إلى مصرانا مسيحيّي الكثرة ومغاربنا مسيحيّي القلّة. إلى مسيحيّي الصمت على الرغم من كثرتهم، ومسيحيّي الصوت على الرغم من قلّتهم. إلى المقهورين منهم والمتعالين على قهرهم لأنّ صدى الرّجاء أعلى.

إلى جميع هؤلاء الذين يأكلون في زمن الوجع، ويشربون في زمن الوجع، ويغفون في زمن الوجع، ويصلّون في زمن الوجع... زمنُ الميلاد أقوى وأبقى.

* رسالةٌ من مسيحيٍّ هنا إلى كلّ مسيحيٍّ هنا. إلى جميع من ورد ذكرُهم عمدًا وجميع من غاب ذكرُهم سهوًا، كلمات حبٍّ وكومة أملٍ بانجلاء الزمن الرديء في زمن المجيء.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته