الحبل بلا دنس… بداية مشروع الله الخلاصيّ

لوحة الحبل بلا دنس للفنّان الإيطالي أنطونيو ليكاتا (1820) لوحة الحبل بلا دنس للفنّان الإيطالي أنطونيو ليكاتا (1820) | مصدر الصورة: Renata Sedmakova/Shutterstock

تحتفل الكنيسة الكاثوليكيّة بتذكار الحبل بلا دنس في 8 ديسمبر/كانون الأوّل من كلّ عام. فلنتأمّل معًا في هذا العيد بمريم العذراء التي اختارها الثالوث الأقدس لتكون أمًّا للكلمة المتجسّد.

تحضّنا عقيدة «الحبل بلا دنس»، وهي عقيدة إيمانيّة راسخة وأساسية في الكنيسة المقدّسة، على التأمّل في جوهرها وما تحمله في طياتها من أبعاد روحيّة. فهذا العيد المريميّ، يطلّ علينا قبل أيّام قليلة من الاحتفال بميلاد طفل المغارة، ملك الملوك، كي يذكّرنا بمدى الارتباط الوثيق والجوهري القائم بين المسيح ووالدته العذراء مريم فائقة القداسة.

فمنذ لحظة تكوين مريم في أحشاء أمّها حنّة من والدها يواكيم، حُفِظَت بتدخّل من الربّ الإله القدير من الخطيئة الأصليّة وهي جنين، باعتبار أنّ هذه الطفلة كاملة القداسة ستكون والدة الربّ يسوع.

فمنذ اللحظة الأولى التي نشأت فيها مريم العذراء في رحم أمّها، انطلقت البداية الفعليّة لمشروع الله الخلاصيّ في فداء جميع البشر. وفي المقابلة بين حواء الأولى وحواء الثانية أي العذراء، فالأولى سبَّبت الموت للجنس البشري، أمّا الثانية فأعطت العالم الحياة.

ومن ثمّ أعلن البابا بيوس التاسع، في 8 يناير/كانون الثاني من العام 1854، عقيدة الحبل بلا دنس التي حملت في مضمونها ما يأتي: «إنّ الطوباويّة مريم العذراء حُفِظَت معصومةً من كلّ دنس الخطيئة الأصليّة منذ اللحظة الأولى من الحبل بها، وذلك بامتياز ونعمة خاصّة من الله القدير، بالنظر إلى استحقاقات يسوع المسيح فادي الجنس البشري». 

وفي العام 1858، ظهرت العذراء للقديسة برناديت في لورد، وحين سألتها الأخيرة: «من أنتِ؟» أجابتها مريم العذراء: «أنا الحبل بلا دنس»، فجاء جوابها تأكيدًا لتلك العقيدة. وبعد مضيّ مئة عام على تأسيس تلك العقيدة، أعدّ لها البابا بيوس الثاني عشر التذكار المئوي الأوّل في العام 1954، معلنًا إيّاها سنةً مريميّة. 

أيُّها المسيح، في تذكار سيّدة «الحبل بلا دنس»، والدتك فائقة الطهارة، علّمنا كيف نفهم أنّ البتوليّة لا تكون بالجسد فحسب، بل أيضًا بتنقية السمع والنظر والتفكير من الظنون وسوء التحليل فعندئذٍ يصبح الجسد نقيًّا.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته