ما هي عقيدة الحبل بلا دنس؟

كنيسة الحبل بلا دنس في واشنطن، الولايات المتحدة الأميركيّة كنيسة الحبل بلا دنس في واشنطن، الولايات المتحدة الأميركيّة | Provided by: Mateus Campos Felipe via Unsplash

إن تذكار الحبل بلا دنس عيد مريمي يحملنا إلى التأمّل بمريم العذراء منذ لحظة تكوينها في رحم أمّها حنّة من والدها يواكيم، وكيف حُفِظَتْ بتدخّل من الربّ الإله من الخطيئة الأصليّة وهي جنين، باعتبار أن هذه الطفلة الكاملة القداسة ستكون والدة يسوع المسيح. كما يصادف هذا العيد قبل أيّام قليلة من الاحتفال بميلاد الربّ يسوع كي يذكّرنا بمدى الارتباط العميق والجوهري القائم بين المسيح ووالدته المباركة بين النساء. ثمّ إن الحبل بمريم، منذ اللحظة الأولى لنشأتها في أحشاء أمّها، شكّل البداية الفعليّة لمشروع الله الخلاصي في فداء كل إنسان على هذه الأرض.

في 8 يناير/كانون الثاني من العام 1854، حدّد البابا بيوس التاسع عقيدة الحبل بلا دنس التي تضمّنت في فحواها ما يلي: «إن الطوباويّة مريم العذراء حُفِظَتْ معصومة من كل دنس الخطيئة الأصليّة منذ اللحظة الأولى من الحبل بها، وذلك بامتياز ونعمة خاصّة من الله القدير، بالنظر إلى استحقاقات يسوع المسيح فادي الجنس البشري». كما يجب على كل إنسان مؤمن مسيحي أن يعترف بهذه العقيدة المقدّسة.

ثمّ جاء ظهور العذراء للقديسة برناديت في لورد في العام 1858 تأكيدًا لتلك العقيدة، لمّا سألتها الأخيرة: «من أنتِ؟» فأجابتها مريم العذراء: «أنا الحبل بلا دنس». وبعد مضيّ مئة عام على تأسيس تلك العقيدة، أعدّ لها البابا بيوس الثاني عشر التذكار المئوي الأوّل في العام 1954، معلنًا إيّاها سنة مريميّة. وفي هذه المناسبة المباركة، يُحْتَفَلُ بالذبيحة الإلهيّة في كل الرعايا. كما تهتمّ الأخويّات المريميّة خصوصًا بالتنظيم لهذا الاحتفال وتجدّد وعدها مع مريم العذراء، نظرًا إلى ارتباط بعض الأخويّات باسم العيد.

في عيدكِ، أيّتها البريئة من الخطيئة الأصليّة، صلّي معنا كي نبتعد في حياتنا عن كل سبب خطيئة يحاول أن يفصلنا عن يسوع المسيح، ولتكن حياتنا ترنيمة شكر للآب السماوي على نعمه اللامتناهية في حياتنا المسيحيّة، ومن بينها حضوركِ الدائم معنا كي يحضّنا على الثبات في كلمة الله وتعاليم كنيسته المقدّسة.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته