رحيل كيسنجر… كيف كانت علاقته بالكرسيّ الرسوليّ؟

هنري كيسنجر هنري كيسنجر | مصدر الصورة: Mark Reinstein/Shutterstock

توفي الدبلوماسي والسياسي الأميركي هنري كيسنجر عن عمر ناهز مئة عام. ويُعَدّ كيسنجر أحد أبرز سياسيي القرن العشرين، نظرًا إلى تأثيره على حركة سير التاريخ العالمي آنذاك من خلال شغله منصب مستشار الأمن القومي الأميركي ومنصب وزير الخارجية في عهد كلٍّ من الرئيسَيْن ريتشارد نيكسون وجيرالد فورد. فكيف كانت علاقته بالكرسي الرسولي؟

في العام 1974، زار كيسنجر البابا القديس بولس السادس، ودام لقاؤهما 70 دقيقة إذ تناولا بشكل خاص المحادثات الأميركية السوفياتية والأوضاع في الأراضي المقدسة. وأوضح المتحدث باسم الفاتيكان حينها أنّ البابا أعرب عن «تقديره الخاص لمبادرات الولايات المتحدة والجهود التي يبذلها كيسنجر من أجل السلام».

ومع نهاية الزيارة، أهداه الحبر الأعظم نسخة موقعة من «رسالته إلى العالم من أجل السلام» ومجلّدًا عن رحلته إلى الأراضي المقدسة. ولم يكن هذا اللقاء الأول من نوعه بين الشخصيَتَيْن. فقد التقيا في العام 1970، أي قبل تسلّمه منصبه الوزاري وذلك عندما رافق الرئيس نيكسون ووزير خارجيته إلى روما.

وبعد ترك كيسنجر منصب وزارة الخارجية بسنتين، أي عام 1979، التقى البابا يوحنا بولس الثاني إذ كان يُجري جولة أوروبية للترويج للمجلّد الأول من مذكراته. وفي العام 2014، وفي أثناء إلقائه محاضرة بإحدى المدارس الإكليريكية الأميركية الكاثوليكية، كشف كيسنجر عمّا قاله حينها للبابا «إنّ وظيفة الكنيسة هي قول الحقيقة». وأضاف كيسنجر أنّه شعر يومها بأنّ بابوية يوحنا بولس الثاني يجب أن تُكرَّس لذلك.

وفي العقد الأول من القرن الحالي، دُعي كيسنجر للتحدث إلى الأكاديمية البابوية للعلوم الاجتماعية في الفاتيكان. كما عقد اجتماعًا على انفراد مع البابا بنديكتوس السادس عشر. وقال حينها: «باعتباري طالبًا للفلسفة والتاريخ كنتُ مهتمًّا جدًّا بمساهمة الكنيسة الكاثوليكية في استمرارية قيمنا».

تجدر الإشارة إلى أنّ أصول كيسنجر ألمانية. فهو ولد في هذا البلد الأوروبي، ثم انتقل مع عائلته إلى الولايات المتحدة الأميركيّة قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية بعام واحد.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته