يعقوب المقطّع... نبيل من بلاد فارس شهد ليسوع المسيح

لوحة للقدّيس يعقوب المقطّع في بلدة تللسقف-العراق لوحة للقدّيس يعقوب المقطّع في بلدة تللسقف-العراق | مصدر الصورة: مادونا عيواز/آسي مينا

تحتفل الكنيسة المقدّسة بتذكار القديس يعقوب المُقطَّع في 27 نوفمبر/تشرين الثاني من كلّ عام. هو من كفر بإيمانه المسيحيّ في بادئ الأمر، ثم تاب بعدها من كلّ كيانه، فحُكِمَ عليه بتقطيع جسده وتكلَّلَ بإكليل المجد.

كان يعقوب من نبلاء بلاد فارس، ترعرع على أسس الإيمان المسيحي. قرَّبه الملك يزدجرد من بلاطه، وكان يطلب رأيه في قضايا شتّى موليًا إيّاه أشرف المراتب. 

وفي أحد الأيام، فرض الملك على المسيحيين تقديم ذبائح للشمس والكواكب. فعارضه كثيرون ونالوا إكليل الشهادة حبًّا بالمسيح. ولكنّ بعضهم الآخر خاف وعمل برغبة الملك، ومنهم يعقوب الذي كفر بإيمانه المسيحيّ وقدّم السجود للأوثان. 

بلغ ما صنعه يعقوب مسامع المسيحيين. فصدِموا بالخبر وكان أثر وقوعه عليهم أشد من الصاعقة. ثمّ بَعَثَتْ له أمّه وزوجته برسالة، تضمّنت مشاعر حزنهما، وعبّرا فيها عن قطعهما علاقتهما به لأنّه اختار مجدًا عابرًا على محبّة المسيح وفرح الحياة الأبدية.

ولمّا قرأ يعقوب الرسالة، انفتح قلبه والتهبت مشاعره بقوة عظيمة، حتّى إنّه سقط على الأرض يبكي بمرارة نادمًا على عمله. فقال: «إذا كنت بعملي هذا قد تغرّبت عن أهلي وسبّبتُ لهم الألم، فكيف يكون أمري مع سيّدي ومخلّصي يسوع المسيح؟». وبعد تلك اللحظات، المُكلَّلة بالتوبة، ترك خدمة الملك وكرّس ذاته لقراءة الكتب المقدسة وعيش العبادة الحقّة.

وعندما عرف الملك بخبر رجوع يعقوب إلى إيمانه المسيحيّ، استدعاه وحاول تبديل رأيه بمختلف السُّبُل، لكن بلا جدوى. عندئذٍ حكم الملك بضربه من دون رحمة، وبقطع أعضائه في حال لم يرجع عن قراره. وهكذا، جرى تقطيعه حتّى لم يبقَ من جسده غير رأسه وصدره ووسطه. وظلّ يعقوب ثابتًا بإيمانه، متسلّحًا بقوّة المسيح. وأخيرًا قُطِعَ رأسه فتكلَّلَ بإكليل النصر، وكان ذلك في الربع الأوّل من القرن الخامس.

أيُّها الربّ يسوع، يا من انتصرت على الموت، لنتعلّم مع القديس يعقوب كيف لا نخاف ساعة التجربة ويتزعزع إيماننا. بل لنتجذَّر أكثر بكلمتك ونصمد بوجه كلّ من يحاول أن يبعدنا عن محبتك.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته