رجل يطلب سرّ المعموديّة بعد وفاة ابنته بقرار قضائيّ

دين وكلير غريغوري مع ابنتهما إندي دين وكلير غريغوري مع ابنتهما إندي | مصدر الصورة: Christian concern

يتعمّق حبّ الوالدين وتعلّقهما بطفلهما عندما يُصاب بمرض. ففي تلك اللحظة، تندفع الغريزة البشرية إلى حماية الطفل وتُبذَل جهود جبّارة لإنقاذه، كما حصل في حالة الطفلة إندي غريغوري.

إندي طفلة بريطانية كانت تبلغ من العمر 8 أشهر. أُصيبت بمرض متقدريّ (في الميتوكندريا) وكانت تنال المعونة الطبية في مركز كوينز الطبي بمدينة نوتنغهام الإنجليزية.

أظهرت وفاتها في 13 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي، بحكم قرار حكومي، مدى استخفاف السلطات العامة في المملكة المتحدة بحقوق الوالدين، والأطفال خصوصًا بالحياة والكرامة الإنسانية.

فكما حصل في حالات سابقة، صادق قضاة في المملكة على قرار خبراء الرعاية الطبية، العاملين في هيئة الخدمة الصحية الوطنية، بهذا الخصوص. ففُصِلَت إندي، بموجب القرار، عن المعدات الطبية المساعِدة في الحفاظ على حياتها، رغم اعتراضات أمها وأبيها الصاخبة.

مسعى الحكومة الإيطاليّة

تدخلت الحكومة الإيطالية في اللحظات الأخيرة، فمنحت الطفلة الجنسية الإيطالية، على أمل نقلها إلى مستشفى الطفل يسوع في روما، المُدار من الفاتيكان، بغية المتابعة في إنقاذ حياتها. إلا أنّ القانون البريطاني حرم والدتها كلير ووالدها دين من هذه الفرصة.

الطفلة أندي غريغوري. مصدر الصورة: Christian concern
الطفلة أندي غريغوري. مصدر الصورة: Christian concern

فالعقلية البيروقراطية التي تكرّست طوال عقود، دفعت المسؤولين الطبيين البريطانيين إلى رفض نداءات الوالدين، وفصل الطفلة عن المعدات الطبية بجميع الأحوال. ذلك مع أنّ نظام الرعاية الصحية البريطاني لم يكن ليتكلّف شيئًا في حال تسريح المريضة، بناءً على طلب الوالدين، ونقلها إلى إيطاليا.

لا صلاحيّات للأهل أمام قرار الدولة

لكن بالإجمال، يُرفَض استئناف القرارَين الطبي والقضائي، بناءً على موقف متعجرف قائل: «نحن نعرف دائمًا مصلحتك». وبالتالي، في حالات مماثلة، للدولة صلاحيات أكبر من صلاحيات الوالدين في حماية «مصالح» الطفل. 

وقد رفض النظام القانوني طلب الوالدين بإعادة إندي إلى منزلها في خلال الساعات الأخيرة من حياتها بعد إزالة أنبوب التنفس. وأمرت المحكمة، بدلًا من ذلك، بأن تقضي الطفلة آخر لحظات حياتها في دار ضيافة.

سرّ المعموديّة بوجه ثقافة الموت

مع أنّه لا يمكن اليوم تغليب ثقافة الحياة على ثقافة الموت بفعل فاعل، يتوفّر حلّ جزئي في المملكة المتحدة. فيمكن تعديل القوانين بغية تعزيز مكانة الوالدين في النزاعات المرتبطة برعاية الأطفال المرضى.

يُذكر أنّ والد الطفلة إندي، وهو رجل غير متدين، طلب نيل سرّ المعمودية لابنته في سبتمبر/أيلول الماضي بعدما «اختبر الجحيم» في المحكمة. وهو يودّ الآن نيل هذا السرّ أيضًا. وقال الفاتيكان في بيان صدر يوم 11 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري إنّ البابا فرنسيس يصلّي للطفلة ولأهلها.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته