القدّيس غريغوريوس البانياسي… ناسكٌ استجاب لنداء قلبه

أيقونة القدّيس غريغوريوس البانياسي أيقونة القدّيس غريغوريوس البانياسي | مصدر الصورة: صفحة الإرث الأرثوذكسي في فيسبوك

تحتفل الكنيسة المقدّسة بتذكار القديس غريغوريوس البانياسي في 20 نوفمبر/تشرين الثاني من كلّ عام. هو من سار في طريق النسك ممارسًا حياة الصلاة والصوم حتّى الرمق الأخير.

أبصر غريغوريوس النور منتصف القرن الثامن في أيزوريا، إحدى المدن العشر الواقعة شرق بحيرة طبرية الفلسطينية. ترعرع وسط أسرة مسيحيّة فاضلة، ربّته على أسس الإيمان القويم وعيش الفضيلة ونشر عطر التقوى من حوله. 

ولمّا بلغ سنّ الشباب، رَغبَ أهله بتزويجه، لكنّ رغبة قلبه كانت أن يكرّس ذاته بكلّيّتها للمسيح. وحين لم يتمكّن من مُصارحة والديه بالأمر، هرب بالسرّ من المنزل، وسار صوب البراري. فعاش في مغارة. ثمّ بدأ يمارس حياة نسكيَّة صارمة. فتَعرَّضَ لتجارب شتّى، إلّا أنّه انتصر عليها بقوّة المسيح، وكذلك حصَّنَ ذاته أكثر فأكثر بأسلحة الصلاة والصوم.

وبعد تلك المحطّة من حياته، غادر تاركًا خلوته بوحي من الربّ يسوع. ثمّ طافَ حتّى وصلَ إلى مدينة سيراكوزا في جزيرة صقلية. فسكنَ في برج من أسوارها، مواظبًا على أفعال العبادة والنسك. 

وعاش ممّا تصدق به الناس عليه. وخصّه الله بنعمة صنع المعجزات. وبعدها انتقل إلى تسالونيقي ومنها إلى القسطنطينية. هناك، تعرَّفَ إلى كاهن اسمه سمعان، فعاش معه، وتميّزت حياتهما بدفاعهما القويم عن تعاليم الكنيسة الكاثوليكيّة.

وكانا يتسابقان في ممارسة أسمى الفضائل وكلّ أنواع الإماتات. وأخيرًا، قيل أنّ غريغوريوس سافر إلى روما، ومن ثمّ رَجعَ إلى القسطنطينية وهناك انتقل إلى معانقة فرح الحياة الأبديّة، وكان ذلك في نهاية القرن الثامن.

لِنُصَلِّ مع هذا القديس، كي نتعلّم على مثاله كيفيّة عيش التقوى والتسلُّح بالفضائل، ثمّ الموت عن كلّ ما يحاول أن يفصلنا عن محبّة الربّ يسوع.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته