قدّيس ردّ المسيحيّين الخائفين إلى إيمانهم القويم

لوحة للقدّيس الشهيد رومانوس في كنيسة القدّيس لورانس في روما، إيطاليا لوحة للقدّيس الشهيد رومانوس في كنيسة القدّيس لورانس في روما، إيطاليا | مصدر الصورة: Zvonimir Atletic/Shutterstock

تحتفل الكنيسة المقدّسة بتذكار القديس الشهيد رومانوس في 18 نوفمبر/تشرين الثاني من كلّ عام. هو من تميّز بجرأة لا تُوصَف في دفاعه عن إيمانه المسيحيّ.

أبصر رومانوس النور في قيصرية فلسطين، في النصف الثاني من القرن الثالث. نشأ وسط أسرة شريفة، وتثقّف في مختلف العلوم. كما كرّس ذاته للربّ ورُسم شمّاسًا.

وحين اندلعت موجة جديدة من اضطهاد المسيحيين، ألقى الحاكم اسكليبازوس القبض عليهم في إنطاكية، وكان بعضٌ من هؤلاء المسيحيين قد أنكر إيمانه القويم بدافع الخوف على حياته، عندئذٍ هبَّت روح الغيرة المسيحيّة عند رومانوس  فبدأ يحضّهم على الثبات في محبّة المسيح، قائلًا لهم: «أليس من العار أن تتركوا الإله الواحد الحقيقي وتتعبَّدوا لآلهةٍ كذبة»؟ فتأثَّرَ كثيرون بكلامه، ثمّ تَرَاجعوا عن موقفهم، معلنين إيمانهم بالمسيح الإله الواحد.

 ولكن حين عرف الحاكم اسكليبازوس بما حصل، أرسل جنوده، فقبضوا على رومانوس الذي أقرَّ بكلّ جرأة بأنّه هو من منع المسيحيين من تقديم البخور للأوثان، وبأنّه مستعد لتقديم ذاته ذبيحة حبًّا بالمسيح.

حينئذٍ غَضِبَ الحاكم وأمر بتعذيبه بأبشع الأساليب، فجلدوه من دون رحمة حتّى سال دمه أرضًا، وهو يشكر ربّه صابرًا على آلامه. ثمّ أخذ يقول للحاكم: «كم تشتهي نفسي أن تستنير أنت ومن معك بنور المسيح!»، فدُهش الجميع بجرأته. أمّا الملك فَازدَادَ غضبًا وأمر بأن يسلخوا جلده من جسده.

وبعدها حاولوا حرقه، لكن حين أضرموا النيران، هطل المطر بغزارة، وأطفأ النار المشتعلة، فنجا رومانوس من الحريق. ثمّ أمر الحاكم الجاحد، بقطع لسان ذلك القديس البطل الذي استمرّ يمجد الخالق على الرغم من ذلك، وبصوت عالٍ، فسمعه الحاضرون وآمن منهم كثيرون.

وأخيرًا بعدما فشلت جميع محاولات الحاكم مع رومانوس، أمر بأن يُخنق في سجنه، وهكذا توِّج بإكليل المجد في مطلع القرن الرابع.

أعْطِنا يا ربّ، شجاعة القديس رومانوس في دفاعنا المستمرّ عن إيماننا القويم حتّى نثبت في محبتك إلى الأبد.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته