من الجليل إلى العشاء السرّي... أحاديث فيلبّس الرسول مع المسيح

فسيفساء للقدّيس فيلبّس في كنيسة بفاركيرتشيه كايسرموهلن في فيينا، النمسا فسيفساء للقدّيس فيلبّس في كنيسة بفاركيرتشيه كايسرموهلن في فيينا، النمسا | مصدر الصورة: Renata Sedmakova/Shutterstock

تحتفل الكنيسة المقدسة بتذكار القديس فيلبّس الرسول في تواريخ مختلفة، منها 14 نوفمبر/تشرين الثاني من كلّ عام. هو من دعاه المسيح، فآمن به، وبشّر بكلمته حتّى الاستشهاد.

كان فيلبّس من بيت صيدا، مدينة بطرس وأندراوس. وهو أحد الرسل الاثني عشر. لمّا رأى ما صنع الربّ من آيات مقدّسة، آمن به وأحبّه من كل قلبه وعقله، ولم يبتعد عنه أبدًا منذ التقاه في الجليل. وقد تجلّى أوّل فعل له حين بشّرَ نتنائيل بالمسيح قائلًا: «إنّ الذي كتب عنه موسى في الناموس والأنبياء قد وجدناه، وهو يسوع ابن يوسف من الناصرة» وأضاف: «تعالَ وانظر» (يوحنا 1: 45-46).

ذُكِرَ اسم فيلبّس في معجزة إشباع الآلاف بالأرغفة الخمسة والسمكتَيْن: «رفع يسوع عينيه ونظر أنّ جمعًا كثيرًا مقبل إليه، فقال لفيلبّس: "من أين نبتاع خبزًا ليأكل هؤلاء؟". وإنّما قال هذا ليمتحنه لأنّه كان يعلم ما سيصنع. أجابه فيلبّس: "لو اشترينا خبزًا بمئتي دينار، لما كفى أن يحصل الواحد منهم على كسرة صغيرة"» (يوحنا 6: 5-7). 

كما حضر اسمه أيضًا حين تقدّم منه قوم من اليونانيين من جملة الذين صعدوا إلى أورشليم للعبادة مدّة العيد، «فقالوا له ملتمسين: "يا سيّد، نريد أن نرى يسوع"» (يوحنا 12: 20-21). وفي العشاء السرّي، سأل يسوع: «"يا ربّ، أرنا الآب وحسبنا". قال له يسوع: "إنّي معكم منذ وقت طويل، أفلا تعرفني، يا فيلبّس؟ من رآني رأى الآب"» (يوحنا 14: 8-9).

وبعد حلول نعمة الروح القدس على التلاميذ، في علية صهيون، بشّر فيلبّس في أورشليم. وصنع كثيرًا من الآيات المقدّسة باسم الربّ يسوع، وعرف مختلف أنواع الآلام والعذاب حبًّا بالمسيح. كما بشَّر أيضًا بكلمة الربّ في اليونان وسوريا وبلاد فريجيا في آسيا الصغرى، فساهم في تحوّل كثيرين من عبدة الأوثان إلى الإيمان الحقّ. وأخيرًا فَازَ بإكليل الشهادة قرابة العام 53.

لِنُصَلِّ مع القديس فيلبّس، من أجل السير على مثاله مبشّرين بكلمة المسيح حتّى الاستشهاد.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته