موطن يسوع لن يحتفل بميلاده هذا العام

من احتفالات عيد الميلاد عام 2022 في ساحة كنيسة المهد، الأراضي المقدّسة من احتفالات عيد الميلاد عام 2022 في ساحة كنيسة المهد، الأراضي المقدّسة | مصدر الصورة: رافي غطاس

لن يكون عيد الميلاد في الأراضي المقدّسة هذا العام كسائر الأعوام. ففي خضمّ المحنة التي يشهدها موطن يسوع، أكّد مجلس بطاركة ورؤساء كنائس الأراضي المقدسة إلغاء جميع الاحتفالات الميلادية لهذا العام بسبب الحرب على غزة.

وأشار المجلس في بيانه أمس إلى أنّ «هذه الأيام التي تعيشها الأراضي المقدسة جراء الحرب القائمة تُعدّ من أصعب اللحظات وأقساها. فقد ارتقى آلاف الأبرياء الذين فقدوا حياتهم، وأضعاف عددهم تعرضوا لإصابات خطيرة.

والناس يعيشون حالة حزن على فقدان أحبائهم وقلقون على من هم غير معروف مصيرهم. وفي منطقتنا فقد كثيرون من الناس أعمالهم وباتوا يعانون تحديات اقتصادية خطيرة. وعلى الرغم من نداءاتنا المتكررة لوقف إطلاق النار والحد من العنف، فإنّ الحرب مستمرة».

وطالب رؤساء الكنائس المختلفة من جميع الرعايا بـ«ضرورة التخلّي عن جميع مظاهر الاحتفالات غير الضرورية والتركيز أكثر على المعنى الروحي لهذا العيد المجيد، وإقامة الصلوات من أجل ضحايا هذه الحرب وليعمّ السلام العادل والدائم في أرض السلام». 

كما دعوا إلى «مبادرات ميلادية مختلفة لدعم قطاع غزة معنويًّا وماديًّا، والصلاة من أجل أهله».

«النور أشرق بين الظلمات»

في هذا الإطار، أكّد الأب رامي عساكرية، كاهن رعية اللاتين في بيت لحم، في حديث إلى «آسي مينا» أنّ هذه الظروف ستجعل المؤمنين يتأمّلون أكثر بمعنى الميلاد المجيد. وقال: «ربما لن تشهد بيت لحم احتفالات كبيرة هذا العام، لكن هي فرصة لنا لنتذكّر أنّ الطفل يسوع هو الذي سيشرق نوره بين الظلمات وسيضيء عتمة الحرب ومآسي هذه الأيام الصعبة».

الأب رامي عساكرية، كاهن رعيّة اللاتين في بيت لحم. مصدر الصورة: حراسة الأراضي المقدّسة
الأب رامي عساكرية، كاهن رعيّة اللاتين في بيت لحم. مصدر الصورة: حراسة الأراضي المقدّسة

وأضاف: «لا يمكننا أن نفرح وإخوتنا في قطاع غزة يعيشون أصعب اللحظات. نحن نصلي من أجلهم كي تنتهي هذه المأساة ويكون زمن المجيء المقبل مليئًا بالرجاء لهم كي يستقبلوا طفل المغارة في قلوبهم ليزيل شرّ هذا العالم».

وعن ترتيبات الأعياد المجيدة، شرح عساكرية أنّ البيان الذي صدر يرسم الخط العام لطريقة الاحتفال بعيد الميلاد المجيد هذا العام عبر إلغاء المظاهر الاحتفالية الخارجية، ولكن في الوقت نفسه يعطي البيان كل رعية وكنيسة الضوء الأخضر لتنظيم الأمسيات والصلوات المناسبة والاتحاد من أجل العدل والسلام. 

يُذكر أنّ احتفالات عيد الميلاد تنطلق عادةً في بيت لحم عشية الأسبوع الأول من زمن المجيء بالدخول الرسمي لحارس الأراضي المقدسة إلى كنيسة المهد يرافقه الكشافة والمؤمنون. ولكن، هذا العام سيقتصر الاحتفال على موكب الدخول الرسمي وإقامة الصلوات.

ومن المتوقع أن تعلن بلدية بيت لحم -المسؤولة المباشرة عن احتفالات المدينة- قريبًا عن برنامج خاصّ لجميع الاحتفالات الميلادية تماشيًا مع البيان الصادر عن مجلس بطاركة ورؤساء كنائس الأراضي المقدسة. 

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته