كلّية بابل للّاهوت... صرح للثقافة الدينيّة المسيحيّة في العراق

مبنى كلّية بابل للّاهوت في أربيل-العراق مبنى كلّية بابل للّاهوت في أربيل-العراق | مصدر الصورة: الأخت سناء يوسف

اقترح البطريرك الكلداني روفائيل بيداويد، بعيد جلوسه على كرسي البطريركيّة، تأسيس كلّية للدراسات العليا تُعنى بتزويد الرهبان والراهبات والإكليريكيّين والعلمانيّين العاملين في جميع الكنائس بمعارف العلوم الدينية المتقدمة وبثقافة لاهوتيّة رفيعة. 

اجتهد الأب د. يوسف حبّي في تجسيد هذه الفكرة. فانطلقت كلّية بابل، باسمها المستوحى من حضارة ما بين النهرين، وشرعت الدراسة فيها عام 1991، فكانت الأولى والوحيدة في العراق.

ولتسليط الضوء على هذا الصرح العلميّ العريق، حاورت «آسي مينا» عميدة الكلّية الأخت سناء يوسف للقلب الأقدس. أوضحت يوسف أنّ «كلّية بابل للفلسفة واللّاهوت تأسست بموجب مرسوم بطريركيّ عام 1991، لكنّ انتماءها إلى كلّية اللّاهوت في الجامعة الأوربانيانيّة الحبرية في روما لم يتمّ إلا في العام 1997، بموجب مرسوم الدائرة الفاتيكانية للتربية والثقافة الكاثوليكية. وعقبته تجديدات دوريّة، كان آخرها في العام 2020 ولمدة خمس سنوات».

عميدة كلّية بابل للّاهوت الأخت سناء يوسف. مصدر الصورة: الأخت سناء يوسف
عميدة كلّية بابل للّاهوت الأخت سناء يوسف. مصدر الصورة: الأخت سناء يوسف

وأشارت يوسف إلى أنّ العميد الأوّل للكلّية كان الأب د. يوسف حَبّي (1991-2000)، أعقبه المطران جاك إسحق (2000-2014)، فالمطران سعد سيروب (2014-2015)، ثمّ الأنبا سامر سوريشوع الراهب (2015-2016)، فالأب غزوان يوسف (2016-2019)، والمطران يوسف توما (2019-2022). فيما تتولّى الأخت سناء يوسف للقلب الأقدس المسؤولية منذ العام 2022.

وفسّرت يوسف أنّ الكادر التعليمي للكلّية يضمّ أساتذة من الإكليروس ومن العلمانيّين، مسيحيين ومسلمين، لا سيّما في تخصصَي الفلسفة واللغات. وتتنوع المواد الدراسيّة لتشمل الكتاب المقدّس وآباء الكنيسة وعلم النفس والمنطق وسواها كثير.

وشرحت أنّ المطّلع على تواريخ التأسيس «يستحضر مباشرةً الظروف الخاصّة والدقيقة التي عاشها العراق بين عامَي 1990 و1991. فقد كان البلد مقبلًا على مواجهة عسكريّة دوليّة بسبب حرب الخليج وتبعاتها أدّت إلى تأخّر افتتاح الكلّية».

أيقونة مار افرام شفيع كلّية بابل للّاهوت. مصدر الصورة: الأخت سناء يوسف
أيقونة مار افرام شفيع كلّية بابل للّاهوت. مصدر الصورة: الأخت سناء يوسف

وأضافت أنّ الغياب المفاجئ للأب حبّي بعد رحيله بحادث مؤسف في 15 أكتوبر/تشرين الأول 2000 كان له أثره البالغ في إعاقة مسيرة الكلّية. فضلًا عمّا لحق بها، كحال سائر المؤسسات في العراق، بسبب تردّي الأوضاع الأمنية في بغداد وحالة عدم الاستقرار، فارتأى الرؤساء الكنسيّون حينها نقل الكلّية إلى بلدة عنكاوا في مدينة أربيل وبشكل موقت عام 2006.

خلاصة القول، تُعدّ كلّية بابل للاهوت المؤسّسة الأكاديميّة الوحيدة في العراق التي تُعنى بتزويد الرهبان والراهبات والإكليريكيّين والعلمانيّين العاملين في جميع الكنائس بثقافة لاهوتيّة عالية ومعارف دينيّة رصينة. ودأبت الكلّية منذ تأسيسها على الانفتاح، وهي «تتسم بحق بطابعها المسكوني» بحسب العميدة. وتمنّت يوسف أن تنمو المؤسسة وتواصل ازدهارها وتُفتتح فيها مجالات الدراسات العليا في الماجستير والدكتوراه.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته