في يوم الصحافة السريانيّة الـ174... ماذا تعرف عن الصحيفة الأولى؟

العدد الأوّل من صحيفة «زهريرى د بهرا-أشعة النور» العدد الأوّل من صحيفة «زهريرى د بهرا-أشعة النور» | مصدر الصورة: جورجينا حبابه

إذا كان ثمّة من يعتقد أن الرُّقم الطينية بنصوصها المسمارية التي اعتاد الملوك الآشوريون تدوينها وتضمينها أسماءهم ومنجزاتهم وحملاتهم العسكرية -والمعروفة بــ«الحوليّات الآشورية»- هي أوّل أشكال الصحافة التي أطلقها سكّان ما بين النهرين قبل آلاف السنين، فالجميع اليوم متأكّدون من أنّ صدور صحيفة «زهريرى د بهرا-أشعة النور» في الأوّل من نوفمبر/تشرين الثاني عام 1849 يعدّ إعلانًا لميلاد الصحافة السريانية المعاصرة.

فيما تعدّ «إكليل الورود» أوّل مجلّة عراقيّة بأقلام مسيحيّة، فقد سبقت الصحيفة السريانيّة الأولى «زهريرى د بهرا-أشعة النور» في الصدور جرائد أخرى في محيطها كجريدة «زوراء»، أوّل صحيفة صدرت في العراق باللغة العربيّة عام 1869، و«كوردستان» الصادرة بالكرديّة عام 1898 في القاهرة. 

أبصرت «زهريرى د بهرا-أشعة النور» النور في أورميا، شمالي إيران، لتكون الصحيفة السريانيّة الأولى. فلغتها هي السريانيّة التي يعدّها مسيحيّو المشرق لغتهم الأم. وكانت في بدايتها شهريّة بثماني صفحات ثم نصف شهرية بأربع صفحات، ترأس تحريرها بنيامين لاباري يساعده رابي ميرزا شموئيل، بحسب الملفان يونان هوزايا. 

طُبعت في مطبعة الإرساليّة الأميركية في أورميا والتي صدرت عنها بعض الكتب أيضًا فضلًا عن «زهريري د بهرا» التي تنوّعت مواضيعها ما بين الإخباري والثقافي والأدبي. ويتجلّى دورها التثقيفي في اختيار «المدارس» لتكون موضوعًا لافتتاحية عددها الأول، مسلِّطةً الضوء على أهميتها البالغة ودورها الفاعل في تطوير الأمم والشعوب.

أدّت لغتها السلسة ومواضيعها المتميّزة دورًا في انتشارها واستمراريّتها، فضلًا عن كونها فتحت الأبواب أمام مزيد من الصحف والمجلات السريانيّة من بينها: «قالا د شرارا-صوت الحقّ، وناقوشا-الناقوس، وكوخوا د مدنحا- نجم الشرق، وبيث نهرين- بين النهرين».

توقفت «زهريرى د بهرا-أشعة النور» عن الصدور عام 1918 بسبب تبعات الحرب العالميّة الأولى بعد أكثر من ستين عقدًا من العمل الصحافيّ. لكنّ الأوساط الثقافيّة السريانيّة لا تزال تحتفل سنويًّا بـ«يوم الصحافة السريانيّة» في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني، إذ تعدّ ذكرى صدور الصحيفة السريانيّة الأولى «زهريرى د بهرا-أشعة النور» عيدًا لميلاد الصحافة السريانيّة، وقد بلغت اليوم عامها الرابع والسبعين بعد المئة.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته