الأخت باسمة الخوري تشرح كيفيّة عيش الخلاص وسط الأزمات

الأخت باسمة الخوري الأخت باسمة الخوري | مصدر الصورة: الأخت باسمة الخوري

الأخت باسمة الخوري راهبة أنطونيّة حائزة دكتوراه في علم الكتاب المقدّس ولاهوته ومدبّرة في رهبانيّتها. تطلّ عبر وكالة «آسي مينا» لتُخبرنا عن تاريخ الخلاص في الكتاب المقدس وكيفيّة بلوغه اليوم وسط الأزمات.

شرحت الأخت باسمة أنّ الكتاب المقدّس «ليس كتاب علوم أو تاريخ الكون، أو تاريخ الشعب اليهودي أو شعب معين. وليس كتاب أخلاقيات أو دروس لاهوتيّة عقائديّة، بل هو كتاب تذكارات، وهو مسيرة تربويّة، سارها الله مع شعبه. وقد كُتِبَت هذه المسيرة قبل المسيح وبعده. وهي حدثت وسط الأزمات الكبرى والتساؤلات: لماذا الخطيئة والقتل والكراهية؟ لماذا الأمة الواحدة لا تَتَوحَّد؟...».

عمل الله المخلّص في الكتاب المقدس

أضافت الأخت باسمة: «يُظهر الله مبادراته الدائمة ليُخلّص الإنسان. رأينا إبراهيم كيف تعذَّبَ حتّى نال البركة (التكوين 12). ثمّ رجعت الأزمات، فصار الشعب عبدًا بمصر، تعذب وصرخ للربّ. فسمع الله له (خروج 2)، وأخرجه من أرض العبودية إلى أرض الحرّية. وقال موسى لفرعون: "أخرج شعبي ليعبدني"، أي عبادة الله الواحد وليس عبوديتنا للأموال والسلطة. ولكنّ الشعب الذي تحرّر من عبودية المصريين بات عبدًا للذهب والمال، لإله صنعه بنفسه. فأصبح بحاجة إلى تأديب وتربية طويلة الأمد».

وفي سفر يشوع والقضاة كانت الكلمة الأساسيّة: «ليس بسيوفهم ورثوا الأرض بل بيمينك يا ربّ وبذراعك وبنور وجهك» (مزمور 44: 4). «إذًا فكلمة الله تدلّنا على الطريق الحقيقيّ لكي نكون شعبًا واحدًا على أرض واحدة -على حدّ قول الأخت باسمة- ولكنّ الشعب لم يفهم ما يريده الله، فانقسمت مملكة داود الواحدة على حالِها، وهذا لأنّ كلّ واحد يظن أنّه الأهم والأفهم». 

وأردفت: «وفق الأنبياء إنّ الإيمان لا يكمن في الصلاة والركوع بل بصنع أعمال الرحمة والمحبّة: الله لا يريد ذبيحة بل رحمة. خلقنا ربّنا لنكمل معه الخلق بالحبّ والرحمة. وحين تجلّى الله لنا بيسوع، لم يُعطِنا وصايا بل قال: "اتبعوني"، أي السير على خطاه، والعمل بكلمة الحياة، هو المسيح ونحن مسحاء مسيحيون على مثاله، هكذا نحقّق الخلاص». 

كيف نحيا الخلاص وسط الأزمات؟

أضافت الأخت باسمة: «تساءل المسيحيون الأوائل: "إذا كان يسوع هو المسيح فلماذا نُضطَهَد؟ لماذا لا يخلّصنا؟". فقال مرقس في إنجيله: "نعم هو المسيح المُنتظر القادر الذي يستطيع كلّ شيء، لكن لا تنسوا أنّه لم يظهر كابن لله إلّا على الصليب". فإذا أردتم أن تكونوا مسيحيين عليكم أن تحملوا صليبكم بفرح، فمن أعلى الصليب نظهر أبناء الله». 

وأشارت إلى أنّ سفر الرؤيا يطلعنا على رسائل عدّة مرتبطة بالخلاص «أولاها من له أذنان سامعتان فليسمع، ولا تكونوا فاترين بمحبتكم للله، ولا تنسوا أنّكم مكرّسون له». وأمام تجارب الحياة يجب أن نسَمِّر عيوننا بالله، على حدّ تعبيرها. 

وختمت: «بعدها يتطرّق سفر الرؤيا إلى سلسلة نكبات لا تنتهي. ولكن يجب ألّا ننسى أنّنا أولاد الله، ولنتذكَّر أنّنا لسنا من التراب وإلى التراب نعود بل من الله وإليه نعود. ويختم الكتاب المقدس في سفر الرؤيا بصورة وهي "أورشليم الجديدة"، حيث يحيا جميع الناس في الجنة المُنتَظَرَة».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته