بتونيا حميد... طموحٌ يكسر الحواجز ويتحدّى المعوّقات

بتونيا حميد تتفوّق في الجامعة الكاثوليكيّة بأربيل بتونيا حميد تتفوّق في الجامعة الكاثوليكيّة بأربيل | مصدر الصورة: بتونيا حميد

لطالما ثابرت الصبيّة الشقلاويّة العراقيّة بتونيا حميد على الدراسة والتحصيل العلمي منذ حداثتها. اجتهدت لتبلغ اليوم أحد أهدافها، لا لتكون إحدى خرّيجات قسم اللغة الإنكليزية بالجامعة الكاثوليكيّة في أربيل فحسب، بل الأولى على قسمها.

تستعدّ بتونيا لتشارك مساء اليوم مع زملائها وزميلاتها في احتفال تخرّج الدفعة الجديدة من طلاب الجامعة المتميّزين بتنوّعهم والمتمايزين على أكثر من صعيد. ولم تسمح بتونيا لأيّ عائق بأن يقف أمام طموحها، بل اجتازت بفرادتها صعوباتٍ كثيرة اعترضتها في حياتها. 

وفي حوار مع «آسي مينا»، أوضحت أنّ طموحها وشغفها في الحياة كانا أقوى من أن تحدّهما إعاقة. فرغم أنّها من ذوي الاحتياجات الخاصّة إذ تعاني قصر القامة، تقول: «أرفض أن أسمح لظروفي بأن تحدّد هويتي ومستقبلي». بل اختارت بتونيا، منذ صغرها، أن تكون متفرّدة في كلّ شيء. 

بتونيا حميد تتفوّق في الجامعة الكاثوليكيّة بأربيل. مصدر الصورة: بتونيا حميد
بتونيا حميد تتفوّق في الجامعة الكاثوليكيّة بأربيل. مصدر الصورة: بتونيا حميد

الربّ معي رغم التعب

على الرغم ممّا تعانيه صحيًّا، إذ لا تسمح لها حالتها بالمشي لمسافات طويلة، بل يصيبها التعب والألم من أقلّ جهد، فضلًا عن كونها غير قادرة على حمل أشياء ثقيلة بعض الشيء، احتملت ثقل الحياة وصعوباتها. بل لطالما شعرت بأنّ «الربّ معي في كلّ خطوة من حياتي، ولا أنفكّ أشكره على نعمه الغزيرة عليَّ، لا سيّما نعمة وجودي في عائلة مُحِبّة، تشجّعني وتدعمني منذ البداية ولا تزال»، على حد قولها.

تواظب بتونيا على حضور الرتب والصلوات الكنسية، وتوضح: «قربي من الكنيسة قرّبني أكثر من الربّ. أشعر دائمًا بوجوده معي، منه أستمدّ القوة والشجاعة كي أواصل مسيرتي في الحياة».

وعن دعم عائلتها أضافت: «منذ صغرنا، أنا وإخوتي الشمامسة، نرافق والدَينا إلى الكنيسة، ونشارك في تلاوة صلاة الرمش (صلاة المساء) في مدينتنا شقلاوا»، وشقلاوا قضاء يقع شمالي شرقي أربيل في العراق.  

بتونيا حميد تتفوّق في الجامعة الكاثوليكيّة بأربيل. مصدر الصورة: بتونيا حميد
بتونيا حميد تتفوّق في الجامعة الكاثوليكيّة بأربيل. مصدر الصورة: بتونيا حميد

حلم وشكران

واصلت بتونيا دراستها على مدى سنواتها الأربع من خلال منحة دراسيّة في الجامعة الكاثوليكيّة، ولا تجد كلمات تكفي للتعبير عن شكرها للجامعة ولأساتذتها، إذ وجدت في محبّتهم ودعمهم دافعًا لمزيد من الاجتهاد لتكون عند حسن ظنّهم. وكلّما اعترضتها مشكلات الحياة، تذكّر نفسها بالحلم الساعية إلى تحقيقه، شاكرةً كلّ من ساعدها لتبلغه.

تدعو بتونيا الجميع إلى قبول الآخر المختلِف، وتشكر في هذا السياق جميع المدارس التي قبلتها طالبةً فيها «من دون أدنى اعتراض بسبب حالتي». وأعربت عن أسفها الشديد لمعاناة كثيرين من ذوي الاحتياجات الخاصة إزاء رفض بعض المدارس قبولهم في صفوفها.

وأضافت: «أحلامي لم تنتهِ بعد»، مشددةً على رغبتها في مواصلة دراساتها العليا. وأردفت: «أستطيع جعل هذا الحلم حقيقةً بدعم عائلتي». وهي واثقة من أنّ الربّ الذي آزرها حتى اليوم لن يتخلّى عنها أبدًا.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته