يوحنا الثالث والعشرون... حنان الله في وجه بابا قدّيس

البابا يوحنا الثالث والعشرون في العام 1962 البابا يوحنا الثالث والعشرون في العام 1962 | مصدر الصورة: وكالة الأنباء الكاثوليكيّة

تحتفل الكنيسة الكاثوليكيّة بتذكار القديس البابا يوحنا الثالث والعشرين في 11 أكتوبر/تشرين الأوّل من كلّ عام. هو من حصد شعبيّة كبيرة، فشهد لحنان الله لجميع الشعوب.

أبصر أنجلو رونكالي النور في قرية سوتو إل مونتي بإقليم لومبارديا، شمالي إيطاليا، عام 1881. نشأ وسط أسرة متواضعة، غرست في وجدانه الطيبة وعيش البساطة. درس اللاهوت في روما ورُسِمَ كاهنًا عام 1904. عُيّنَ سكرتيرًا لمطرانية بيرغامو، ودَرَّسَ اللاهوت في معهد الأبرشية، وأصبح مرشدًا روحيًّا للشباب المتقدمين للكهنوت.

عيّنَه البابا بنديكتوس الخامس عشر في مجمع نشر الإيمان بغية إعادة تنظيم عمل المجمع في إيطاليا. فساعده ذلك المنصب في إنشاء شبكة من العلاقات مع شخصيات دينيّة أوروبيّة مهمّة. وفي العام 1925، انتُخِبَ أسقفًا، وانطلق بعدها صوب بلغاريا وتسلّم مهام رسوليّةً على أرضها. عُيِّنَ مفوّضًا رسوليًّا لليونان، ورئيسًا للمهمّة الدبلوماسيّة الفاتيكانيّة في تركيا. فتعيّن عليه تمثيل أقلّية كاثوليكيّة في دولة مسلمة. ثمّ عُيِّنَ كاردينالًا وبطريركًا للبندقيّة عام 1953.

 وبعد موت البابا بيوس الثاني عشر، عام 1958، انتُخِبَ أنجلو خَلَفًا له، وعُرِف باسم يوحنا الثالث والعشرين. فصار من أكثر البابوات شعبيّةً في التاريخ. وبدأت في زمن حبريته حقبة جديدة من تاريخ الكاثوليكيّة بعد افتتاحه المجمع الفاتيكاني الثاني، وما تضمّنه من تغيير الكنيسة وانفتاحها على الأديان الأخرى والعالم المعاصر.

 وقد تمكّن بفضل إرادته الإصلاحيّة من الشهادة لحنان الله أمام شعوب الأرض. فهو أوّل بابا منذ العام 1870 يغادر الفاتيكان في زيارة لأبرشيّته، إذ التقى الأطفال المصابين بالشلل والسجناء. وأحدثت هذه المبادرة نقاشًا طويلًا حول العالم، لما فيها من مخالفة للتقاليد البابوية.

أصيب البابا بمرض السرطان، فحمل صليبه بصبر وفرح، وكان يقول: «هذا السرير هو مذبح، والمذبح يطلب ذبيحة وهأنذا الذبيحة». وكان يُردِّد باستمرار: «لتكن مشيئة الله». ثمّ رقد بسلام عام 1963، وأعلنه البابا يوحنا بولس الثاني طوباويًّا عام 2000، وشاءت العناية الإلهيّة أن يُعلنه البابا فرنسيس قديسًا مع يوحنا بولس الثاني عام 2014.

لِنُصَلِّ مع هذا القديس، كي نتعلّم على مثاله، كيف نشهد لحنان الربّ ورحمته، ونحمل صليب آلامنا بفرح عظيم. 

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته