«المسيح وحده إرثي»... عقبشما الأسقف الشهيد

أيقونة الشهداء الكلدان أيقونة الشهداء الكلدان | مصدر الصورة: chaldeansoflebanon.org

يحفل سِفر كنيسة المشرق بسِيَر الشهداء القديسين الذين فضّلوا الموت من أجل المسيح على جحد إيمانهم، لا سيّما في خضم الاضطهاد الأربعيني (339-379). وصارت كنيسة المشرق تُكنّى بـ«كنيسة الشهداء».

«في السنة السابعة والثلاثين من الاضطهاد أي سنة 376 أصدر الملك أمرًا صارمًا يخوّل الحكّام تعذيب المسيحيين وقتلهم». فكان المجوس يشون بالرعاة المسيحيين النشطين بدعوى أنهم «ينقضون تعليمنا ويعلّمون الناس عبادة إلهٍ واحد، ويحرّضونهم على عدم السجود للشمس وإكرام النار»، بحسب رواية كتاب «شهداء المشرق» للأب ألبير أبونا.

وفي غمرة هذا التأليب، ألقي القبض على عقبشما أسقف حنيثا، وهي أسقفية كانت قرب وادي راوندوز شمال أربيل اليوم. وكان عقبشما يومها شيخًا جليلًا يناهز الثمانين من عمره، اشتهر بسيرته العطرة، فكان «رحومًا يهتم بالفقراء والغرباء ويردّ كثيرًا من الوثنيين إلى الحقيقة. وكان عاكفًا على الصوم والصلاة ويذرف الدموع الغزيرة كل يوم، حتى إنّ الأرض التي يركع عليها تبتلّ بالدموع».

ويوم اجتاز مقيّدًا بالقرب من بيته، دعاه أصدقاؤه ليفوّض أمر داره وماله لمن يعتني بهما. فأجابهم عقبشما: «لا الدار داري ولا المال مالي، فالمسيح وحده إرثي ولا أحسب معه شيئًا». فاقتيد إلى مدينة أربيل ومَثَلَ «أمام الحاكم (آذركركشيد) فسأله: هل أنت مسيحي؟ فأجابه بصوتٍ عالٍ: أجل، أنا مسيحي وأسجد للإله الحق».

فحاول الحاكم ثنيه عن موقفه بالقول: «سمعت أنك حكيم، وأنت الآن رجل طاعن في السنّ، فلِمَ تضلّ ولا تسجد للشمس وتكرّم النار، فإنّ المشرق كلّه يعبدهما؟». فأبى القديس وأعلن: «إنّ بلاد المشرق لفي جهلٍ كبير، إذ تركت الخالق وسجدت للخليقة». فسلّمه الحاكم للمعذِّبين.

وفي غمرة التعذيب، تحدّاه الحاكم: «أين إلهك؟ فليأتِ ويخلّصك من يدي». فأجابه: «إلهي موجود وقادر أن ينقذني من يديك، ولكن لا تفخر... فالنار التي تكرمها، فيها سيتعذّب جسدك مع نفسك حينما تتجلى دينونة الله العادلة».

ورغم ما قاساه القديس من آلام وعذابات، رفض الرضوخ لإرادة الحاكم وجحد إيمانه المسيحي، بل أعلن «إني ثابتٌ في إرادة إلهي القدوس»، حتى نال إكليل الشهادة. و«كان استشهاد عقبشما في العاشر من تشرين الأوّل». وتحتفل الكنيسة الكلدانية بتذكاره كل عام في 10 أكتوبر/تشرين الأول، صلواته معنا.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته