البابا فرنسيس: حبّ المسيح والفقراء يزرع لآلئ الإنجيل في العالم

البابا فرنسيس يلتقي أخوات يسوع الصغيرات البابا فرنسيس يلتقي أخوات يسوع الصغيرات | مصدر الصورة: فاتيكان ميديا

أكّد البابا فرنسيس صباح اليوم لأخوات يسوع الصغيرات أنّ الله يتابع زرع لآلئ الحنان الإنجيلي في هذا العالم عبرهنّ على الرغم من المصاعب والمِحَن التي تمرّ بها الرهبانيات، مثل النقص في الدعوات وإغلاق بعض الأديار أبوابها وارتفاع معدّل أعمار المكرّسين. ورأى أنّ أمانة الأخوات للبساطة والكرم وحبّ المسيح والفقراء ستساهم في نشر الإنجيل. 

جاء كلام الأب الأقدس في القصر الرسولي الفاتيكاني في خلال لقاء خاص مع الأخوات بمناسبة مجمعهنّ العام الثاني عشر. رحّب الحبر الأعظم بالحاضرات وحيّا الأخت أوجينيا كيبويمانا الرئيسة العامة الجديدة للرهبنة ومساعداتها. وشكر الأخت دولورس فرانشيسكا ليسوع الرئيسة العامة السابقة على خدمتها. 

واعتبر البابا أنّ مجمع الأخوات فرصة للتفكير معًا والنمو بخيارات ذات معنى. وشرح أنّ في أصل حياة هؤلاء الراهبات خبرة القديس شارل دي فوكو في البحث عن الله والشهادة للإنجيل ومحبّة الحياة الخفيّة. وتحدّث عن هذه النقاط الثلاث انطلاقًا من إنجيل لقاء يسوع والسامرية، والذي اختارته الراهبات مُلهمًا لمجمعهنّ. 

ورأى فرنسيس أنّ يسوع المعلّم ينتظرهنّ عند بئر مياه كلمته الراوية لعطش رغباتهنّ. وشجّعهنّ على النمو في الإصغاء عبر السجود للقربان المقدس على مثال القديس دي فوكو. وأشار إلى أنّ السجود يفتح القلوب إلى دروب الله الملهمة ولأفكار ومشاعر خلّاقة، وإلى أنّ يسوع يقدّم لهنّ حبّه، لذلك عليهنّ أن يقبلنَ هذا الحبّ ويتخلّينَ عن المرجعية الذاتية والروتينية السلبية والحلول البديهية والتشاؤم الذي يزرعه «عدو الله والإنسان».

مستشهدًا بشارل دي فوكو، أكّد الأب الأقدس أنّ الاهتمام بالآخرين والعطاء بمجانية هما علامتا حُبّ العريس السماوي. وشدّد على القرب من الآخرين لتحدّي اللامبالاة والشهادة للأخوّة، فيكنّ صرخة حنونة تذكّر العالم بأنّ كل إنسان هو ابنٌ لله. وأضاف أنّ السامرية ذهبت تنشر فرح لقائها بيسوع مع مواطني منطقتها.  

وأردف الحبر الأعظم أنّ حبّ الحياة الخفيّة هو درب التجسّد الذي يدلّنا عليه الله عبر تجرّده وجعل ذاته صغيرًا لمشاركة الحياة مع الصغار. واقتبس من دي فوكو قوله: «أرغب أن أمضي في الأرض مسافرًا في الليل، فقيرًا وعاملًا ومتواضعًا ولطيفًا... مقتديًا بيسوع بكلّ شيء في حياته بالناصرة، وعندما تأتي الساعة، بدرب الصليب وموته». وخلص إلى أنّه كلّما عاشت الأخوات في الخفاء كانت «إلهيات». وطلب منهنّ عيش درب الخفاء لأنّه نبوي لزمننا الحاضر المحبّ للمظاهر والعيش في الأضواء. 

وفي ختام كلمته، شكر البابا الراهبات على عملهنّ في أبرشية روما معطيًا إياهنّ بركته.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته