الراعي في أستراليا... هموم الوطن في قلب الانتشار

الراعي في رعيّة سيّدة لبنان-ملبورن، أستراليا الراعي في رعيّة سيّدة لبنان-ملبورن، أستراليا | مصدر الصورة: البطريركيّة المارونيّة-بكركي

ينبض اللبنانيون في الانتشار بحبِّ وطنهم وكنيستهم، تمامًا كما ينبض لبنان وكنيسته بحبّهم. هي معادلة تحرص الكنيسة المارونية في لبنان على تكريسها في غير بقعةٍ وزمان، وما زيارة البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي أستراليا سوى خير شاهد.

في رحلةٍ تشمل سيدني وملبورن وتستمر حتى الرابع والعشرين من سبتمبر/أيلول الجاري، يتفقّد الراعي اللبنانيين هناك ويحمل إليهم بعضًا من أحوال وطن الآباء والأجداد. وتأتي هذه الزيارة بمناسبة اليوبيل الذهبي لتأسيس الأبرشية المارونية في أستراليا.

في خلال محطته في ملبورن، زار الراعي دير مار أنطونيوس ومدرسة مار يوسف للراهبات الأنطونيات. وترأس أمس قدّاسًا في كنيسة سيدة لبنان، وقال في عظته: «بالنسبة إلى الدولة، السلطة فيها يجب أن تكون خدمة وعطاء. مشكلة المجتمعات المدنية أنّ غالبية المسؤولين السياسيين فقدوا معنى السلطة فأصبحت تسلطًا ومصالح خاصة وإهمالًا للشعب. نحن نعيش هذا الأمر في لبنان وأطلب منكم أن تصلّوا معنا على نيّة كل واحد يحمل السلطة في لبنان كي يعود إلى ذاته وضميره ويتذكّر قول الربّ يسوع إنه ما من سلطة إن لم تكن بذلًا وخدمة وعطاء».

الراعي يؤدّي صلاة الشكر في كنيسة مار مارون في ردفرن المجاورة لمدينة سيدني، أستراليا. مصدر الصورة: البطريركيّة المارونيّة-بكركي
الراعي يؤدّي صلاة الشكر في كنيسة مار مارون في ردفرن المجاورة لمدينة سيدني، أستراليا. مصدر الصورة: البطريركيّة المارونيّة-بكركي

كما أكّد الراعي في خلال عشاء رعية السيّدة في ملبورن، والذي يعود ريعه لدعم طلاب المدارس في بلاد الأرز، أنّ «جوهر مشكلتنا في لبنان هو انعدام ثقة المسؤولين ببعضهم بعضًا بكل أسف والشعب لم يعد يثق بلبنان». وتابع: «بالنسبة إلينا ككنيسة ثقتنا كبيرة بلبنان وبجميع اللبنانيين ونعمل بشكل دؤوب للحفاظ على هذه الجوهرة في الشرق، ولا يمكننا على الرغم من كل الصعوبات أن نرمي سلاح الايمان بل نعمل للحفاظ على وطننا الذي جعله الله مميزًا في محيطه».

وكان البطريرك الماروني ترأس في اليوم الأول من زيارته ملبورن قداسًا إلهيًّا في كنيسة القديس شربل المارونية في غرينفيل .وبعد كلمة لراعي أبرشية أستراليا للموارنة المطران أنطوان شربل طربيه، قال الراعي: «أتينا نحمل هموم أوطاننا ولكننا لن ننسى أنّ الرب يسوع أرسلنا وزرعنا ككنائس شرقية في هذه البيئة بكل آلامها وأفراحها وهمومها وتعدياتها. لقد زرعنا هنا نحن كنيسة هذا العالم البشري».

الراعي يزرع شجرة سنديان من لبنان في باحة كنيسة القديس شربل في غرينفيل، أستراليا. مصدر الصورة: البطريركيّة المارونيّة-بكركي
الراعي يزرع شجرة سنديان من لبنان في باحة كنيسة القديس شربل في غرينفيل، أستراليا. مصدر الصورة: البطريركيّة المارونيّة-بكركي

واختُتم الاحتفال بزرع شجرة سنديان من لبنان في باحة الكنيسة.

وأمس، انتقل الراعي والوفد المرافق إلى سيدني في ختام زيارته ملبورن حيث أدّى صلاة الشكر في كنيسة مار مارون في ردفرن المجاورة لمدينة سيدني وهي أقدم كنيسة مارونية في أستراليا.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته