قصّة القدّيسة صوفيا وبناتها الثلاث

لوحة زجاجيّة للقديسة صوفيا وبناتها الثلاث في كنيسة سيدة سبلون، بروكسل-بلجيكا لوحة زجاجيّة للقديسة صوفيا وبناتها الثلاث في كنيسة سيدة سبلون، بروكسل-بلجيكا | مصدر الصورة: jorisvo/Shutterstock

تحتفل الكنيسة المقدسة بتذكار القديسة صوفيا وبناتها الثلاث في تواريخ مختلفة منها 17 سبتمبر/أيلول من كل عام. اهتدت صوفيا إلى الإيمان المسيحي وسارت مع بناتها في طريق المسيح حتّى الاستشهاد. 

ولدت صوفيا في إيطاليا، في القرن الثاني. ترعرعت وسط أسرة وثنية، ثمّ تزوجت ورُزِقَت ثلاث بنات، سمّتهنّ على أسماء الفضائل الإلهية الثلاث: إيمان ورجاء ومحبة. وبعدما أصبحت أرملةً اهتدت إلى المسيحية وبدأت تُرَبِّي بناتها على عيش كلمة المسيح، وتغرس في وجدانهنّ قيمة التسلّح بالقيم السامية. وبعدها انتقلت مع بناتها للعيش في روما، ونالت معهنّ سرّ العماد المقدس، وبحلول تلك النعمة في حياتهنّ التهبت قلوبهنّ بحرارة الإيمان القويم.

ثمّ سارت صوفيا في طريق المسيح، تُبَشِّر عبدة الأوثان بكلمة الإنجيل، فساهمت في ارتداد كثيرين منهم إلى الديانة المسيحية. ولمّا وصلت أخبارها إلى الملك أدريانوس، أمر بالقبض عليها وعلى بناتها. فكانت آنذاك إيمان في الثانية عشرة من عمرها، ورجاء في العاشرة، ومحبة في التاسعة. وفي بادئ الأمر حاول الملك التأثير عليهنّ من خلال استمالتهنّ بالحسنى، فلم ينجح معهنّ، عندئذٍ قرر تعذيبهنّ بأبشع الوسائل الواحدة تلو الأخرى، أمام عينَي أمهنّ، وهي كانت صابرة تصلّي وتحضّهنّ على عدم الخوف والثبات في محبّتهنّ للمسيح.

وحين عجز الملك عن تحقيق ما أراده معهنّ، أمر بقطع هاماتهنّ جميعًا. ثم أطلق سراح صوفيا، كي يزيد عذابها، فتقضي العمر في النحيب عليهنَّ. لكنّ تلك المرأة الجبّارة خانتها قواها أمام جثث بناتها، فرقدت بعطر القداسة بعدهنّ بأيام قليلة، وكان ذلك في النصف الأول من القرن الثاني.

 أيُّها المسيح علّمنا كيف نتجذر بإيماننا بك على مثال القديسة صوفيا وبناتها إلى الأبد.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته