القدّيس ساسين... المدافع الجريء عن ألوهيّة المسيح

كنيسة مار ساسين كفرخلُّص، البترون-لبنان كنيسة مار ساسين كفرخلُّص، البترون-لبنان | مصدر الصورة: Mar Sassine

تحتفل الكنيسة المقدسة بتذكار القديس ساسين في تواريخ مختلفة، منها 15 سبتمبر/أيلول من كل عام. هو من تميّز بجرأته ودفاعه عن إيمانه القويم، حتى نال إكليل النصر حبًّا بالمسيح.

أبصر ساسين النور في القرن الثالث، حصّن ذاته بالفضائل السامية، كما تميّز بجرأته ودفاعه عن إيمانه المسيحي، في أيام الإمبراطور ذيوكليسيانوس بين القرنين الثالث والرابع أي في خلال الاضطهاد الشديد للمسيحيين. عُيِّن أسقفًا على مدينة كوزيكس، وواجه رأس السلطة، وناهض عبادة الأوثان مُظهرًا أباطيلها، ما أغضب والي المدينة الذي ألقى القبض عليه. فعرف عندئذٍ كل أنواع الآلام. فشُدَّ بواسطة خيل غير مروّضة، حتّى تهشّم جسده، وسالت دماؤه أرضًا. ثمّ جُلِد من دون رحمة، فحمل صليب آلامه بصبر وفرح عميق، ولم تتزعزع محبّته العميقة للمسيح بل ظلّ ثابتًا بإيمانه. وبعدها أُلقِيَ في السجن، مُقَيَّدًا بأغلال حديدية.

ولمّا تولَّى الملك قسطنطين الحكم، خلّص الكنيسة من الاضطهاد وما نجمَ عنه من ويلات، وحرّر الأسقف ساسين من قيوده ثم أعاده إلى كرسيه. فتابع الأسقف رسالته التبشيرية بكل أمانة وغيرة، مدافعًا عن الإيمان القويم، ومجادلًا بالعقل. فنشر تعليم المجمع النيقاوي الأول الذي شارك فيه عام 325، وبدأ يجادل الآريوسيين ويفحمهم ببراهينه السديدة مؤكّدًا ألوهية المسيح. وبعد تلك المحطة، ألقى غالايوس عدو الملك قسطنطين والمسيحيين القبض على الأسقف ساسين، وألحق به كل أنواع الظلم والعذابات، حتّى انتهت مسيرته على هذه الأرض مكلّلةً بشهادة الدم مقطوعَ الرأس، وهكذا عانق فرح الحياة الأبدية في النصف الأول من القرن الرابع.

يا ربّ علّمنا كيف نسعى في كل يوم إلى نشر إيماننا المسيحي، من دون خوف، فنعمل على غرس بذوره في جميع النفوس الضالة على مثال القديس ساسين وإلى الأبد.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته